ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام بأكثر من 2% خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، عقب دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإخلاء طهران، في ظل استمرار تبادل إيران وإسرائيل الضربات الجوية والصاروخية لليوم الخامس على التوالي.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.52 دولار، أو ما يعادل 2.10%، ليصل إلى 73.28 دولارًا للبرميل في مستهل التعاملات بالولايات المتحدة، بينما ارتفع خام برنت العالمي بمقدار 1.63 دولار، أو بنسبة 2.23%، ليبلغ 74.88 دولارًا للبرميل، بحسب شبكة "سي.إن.بي.سي." الأمريكية.
وكانت أسعار النفط قد أغلقت على انخفاض - أمس - بعد ورود تقارير عن سعي إيران للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل، إلا أن الأسعار عادت للارتفاع عقب مغادرة ترامب المبكرة لقمة مجموعة السبع في كندا، وتصريحه بضرورة الإخلاء الفوري لطهران.
وفي السياق، حذر كبار التنفيذيين في قطاع النفط من تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران، لا سيما على منشآت الطاقة الحيوية في المنطقة، وسط مخاوف من تعرض البنية التحتية لهجمات مباشرة.
وشهدت الأيام الأخيرة استهداف منشآت نفط وغاز في البلدين، دون أن تمس البنية التحتية الكبرى أو تدفقات النفط حتى الآن، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة، خاصة في ظل سيناريوهات أكثر حدة مثل إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية العالمية لتصدير النفط.
وقال وايل سوان، الرئيس التنفيذي لشركة "شل": "ما شهدناه خلال الـ96 ساعة الماضية يثير قلقًا بالغًا.. ليس فقط للمنطقة بل لنظام الطاقة العالمي بأكمله، نظرًا لحالة عدم اليقين والتقلبات الجيوسياسية الحالية".
وأكد سوان أن لدى شركة "شل" وجودًا كبيرًا في الشرق الأوسط، سواء من حيث الأصول التي تديرها أو شحناتها النفطية، مشددًا على أن كيفية التعامل مع الوضع خلال الأيام والأسابيع المقبلة تمثل أولوية قصوى لإدارته.
ويرى المتعاملون في أسواق الطاقة أن الصراع بين إسرائيل وإيران يُعدّ أخطر حدث جيوسياسي منذ اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022.
من جانبه، قال باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجي" الفرنسية، إن الأولوية القصوى للشركة في ظل التوترات هي ضمان أمن موظفيها في المنطقة، مضيفًا: "نحن أكبر شركة نفط دولية في المنطقة، وُلدنا قبل 100 عام في العراق، ولا زلنا نعمل في المنطقة".
وأعرب بويانيه عن أمله في ألا تمتد الضربات إلى منشآت النفط، محذرًا من أن ذلك قد يسبب "كارثة حقيقية ليس فقط من ناحية المخاطر والسلامة، بل أيضًا من ناحية تأثيره على الأسواق العالمية".