أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي، أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران فجر الجمعة مثلت نقطة تحول فارقة، قائلًا إن المنطقة انتقلت من "حرب غزة الخامسة" إلى ما يشبه بداية "حرب إقليمية"، مشددًا على أن هذا السيناريو كان متوقعًا لدى العديد من المتخصصين.
وأشار، خلال استضافته ببرنامج "على مسئوليتي" المٌذاع عبر فضائية "صدى البلد"، إلى أن المفهوم الكامن وراء "الحرب الإقليمية" هو اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، وهى الفرضية التي حاولت الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها مصر، تفاديها من خلال التحركات الدبلوماسية والوساطات الرامية إلى التهدئة في غزة.
وأضاف، أن إسرائيل تُدار اليوم من قبل نخبة سياسية تختلف جذريًا عن النخب السابقة، حيث يختلط فيها الديني بالسياسي، وتتبنى توجهات عنصرية واضحة تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك فكرة "التهجير الكامل"، والتعامل الصارم مع كل قوى المقاومة، سواء كانت فصائل أو دولًا إقليمية.
ونوه، إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" تعكس حالة من الغطرسة السياسية، مشيرًا إلى أن إيران، على الرغم من تعرضها لضربات موجعة، تظل دولة قادرة على استعادة توازنها ومواجهة خصومها.
وتابع بأن توازن القوى في المنطقة محكوم دائمًا بإدراك حدود القوة، مؤكدًا أن كل قوة، مهما بلغت، لها سقف لا يمكن تجاوزه دون تكلفة باهظة، مؤكدًا أن الضربة الإسرائيلية المكثفة التي استمرت من فجر الجمعة حتى مساء السبت استهدفت منشآت حساسة داخل إيران، ومنها البرنامج النووي ومنظومات التسليح وبعض القيادات، بينما استغرقت طهران نحو 12 إلى 15 ساعة قبل أن ترد، وهو ما وصفه بأنه تأخر لافت سببه الصدمة والإرباك.
وأشار إلى أن ما جرى يعكس أيضًا حالة من الإهمال الأمني داخل إيران، لاسيما أن السنوات الأخيرة شهدت عمليات اغتيال وخرقًا أمنيًا واضحًا داخل العمق الإيراني، دون أن تتبعها تحقيقات أو إجراءات وقائية كافية.
