عندما ينقذك الأهلى من العدوان!

عندما ينقذك الأهلى من العدوان!
عندما
      ينقذك
      الأهلى
      من
      العدوان!

كل أحزان المنطقة سببها إسرائيل، هذا الكيان الاستئصالى الذى يتعامل بوحشية مع الكتل الحضارية القديمة بسبب فقدانه المناعة التاريخية، الكيان الذى يملك المال والقوة، لكنه لا يستطيع أن يشترى لنفسه تاريخًا، ولن ينتصر فى النهاية، إسرائيل هى الوحيدة الباقية من تاريخ الهمجية، لذلك يدعمها الغرب باعتبارها «البلطجى» المسئول عن فرض الاستشراق الجديد، الذى لا يقيم وزنًا للتاريخ، ويسعى إلى إشعال الصراع الحضارى فى منطقة هى مهد الحضارات.

بعد عشرين شهرًا من قتل الفلسطينيين بدم بارد، وانتهاك سيادة لبنان وسوريا، يضرب إيران، فنترك ما فى يدنا لنتابع ما يسمح به من صور وأخبار، وكأنه مكتوب علينا أن نغضب فقط، ليس فقط من هذا العدو، ولكن من المتعاطفين مع أكاذيبه، والذين لا نسمع لهم صوتًا فى اللحظات التى ينبغى فيها أن تكون إنسانًا وحقانيًا.

العدوان على طهران اسمه عدوان، بصرف النظر عن شكل النظام السياسى الذى من الممكن أن تكون مختلفًا معه، فى غياب ضمير عالمى يحكم على هذا الكيان بما يستحق، وهو يستحق أقسى عقوبة، وفى ظل تواطؤ من بعض الأنظمة التى تعتقد أن التحالف مع هذا العدو سيضمن لها الاحتفاظ بالسلطة والثروة.

الرئيس الأمريكى الذى يقود القطار الآن لا أحد يعرف أين سيأخذ الكوكب، حالة من القلق والترقب منذ بداية العدوان، خوفًا من خروج الأمور عن السيطرة، لست خائقًا على مصر بالتأكيد، لأن جيشها موجود، وشعبها يثق فيه، وأعلم أن المؤامرات التى تحاك ستنكسر كسابقتها.

أكثر ما أحزننى منذ بدء العدوان هو معالجة القنوات العربية الغنية للموضوع، وتبنى وجهة نظر القاتل، والاعتماد على محللين يشاهدون الأخبار مثلنا ولا يملكون معلومات، بالإضافة إلى صعود نبرة طائفية وشماتة فى الشيعة، تقليب القنوات على مدار الساعة حرمنى من النوم والأكل لمدة ثلاثة أيام، بين الحين والآخر، أحاول أن أعيش مع فيلم أو مسلسل أو رواية، وأفشل.

الحدث الوحيد الذى أبعدنى عن متابعة الأخبار لمدة ساعتين، كان متابعة مباراة الأهلى وإنتر ميامى فى افتتاح كأس العالم للأندية فى أمريكا، وبالطبع الجدل حولها بعد ذلك على منصات التواصل الاجتماعى، الكل أجمع على أن الأهلى لعب شوطًا استثنائيًا وأهدر أربع فرص وضربة جزاء فى الشوط الأول، لكنه تراجع فى الشوط الثانى لأسباب غير مفهومة، اعتبر كثيرون المدرب الجديد الإسبانى ريبييرو مسئولًا عنها، وآخرون قالوا إن ثقافة اللاعب المصرى وعدم ثقته فى نفسه هما السبب، وربما يكون لكل رأى مبرراته.

ولكنى بعيدًا عن التعصب والتصيد، سعيد بالمباراة، رغم خروجنا بنقطة واحدة، سر هذه السعادة حزن جمهور الأهلى على عدم الفوز على فريق يلعب له ميسى وسواريز وغيرهما من النجوم العالميين، ويلعب على أرضه، وهذا إحساس جيد، لأنك فريق كبير والطبيعى أن تكسب، ولأنك تمتلك تاريخًا وجمهورًا عظيمًا مؤثرًا، وبالتالى اعتبرنا تعادلنا خسارة، مشهد جماهير الأهلى فى المدرجات مشهد مفرح، كنا نلعب وكأننا فى القاهرة، وكأننا فى الطريق إلى هدف نبيل.

خصوم نادى الأهلى التقليديون المحليون كنا ننتظر منهم سلوكًا آخر، ليس فقط لأن الأهلى يلعب باسم مصر التى تحتاج وتستحق الفرح، لكن لأننا نستطيع أن نفوز فى كل المعارك.

شاهدنا فى اليوم التالى مباراة بالميراس البرازيلى وبورتو البرتغالى فى مجموعتنا، التى انتهت بالتعادل السلبى أيضًا، الفريقان فى متناول اليد، يلعبان كرة قدم عادية، الأهلى بإذن الله سيكون أفضل فى المباراتين المقبلتين، ويجب أن نغفر لتريزيجيه ولحسين الشحات، الأول فشل فى تسجيل ضربة الجزاء، وهذه ليست جريمة، هو أخطأ لأنه لم يمتثل لتعليمات الجهاز الفنى الذى يحدد من يتصدى للضربة، وعرفنا أنه تقبل العقوبة بصدر رحب، هو أخذه الحماس ليس أكثر، وهو لاعب كبير ولنا معه ذكريات جميلة، والثانى أخفق وارتبك، لكنه لم يرتكب جريمة، وأحمد سيد زيزو لاعب كبير، ومن حق الجهاز الفنى تغييره إذا اقتضت الأمور.

المباراة كانت الأولى رسميًا للمدرب الجديد، وأيضًا لزيزو وتريزيجيه وبن رمضان، ونلعب فى بطولة كبيرة، ووارد أن يغيب الانسجام ويحدث ارتباك كما حدث فى الشوط الثانى، لكننا لم نخسر، ولم نكن سيئين، خسارة إمام عاشور فى البطولة بسبب الإصابة أربكت المدير الفنى لا شك، لكن الأهلى لأول مرة منذ سنوات بعيدة يملك دكة احتياط لا تقل قوة وكفاءة عن الموجودين فى الملعب، نحن فى حاجة إلى الفوز، وسنتأهل إن شاء الله، وسنكون فى غاية السعادة إذا هُزمت إسرائيل وذاقت عاصمتها ٥٪ فقط مما ذاقته غزة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق المستشار سامح عبدالحكم وحرمه ضيفا شرف في احتفالية اليوم الوطني الإيطالي بالقاهرة
التالى نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 محافظة القاهرة.. استعلم فورًا برقم الجلوس عبر بوابة التعليم الأساسي