النائبة هالة أبو السعد رئيس جمعية سيدات أعمال المستقبل في حوار لـ تحيا مصر:
الاحتفالية كانت حلم.. مر 25 سنة على فكرة بدأتها من شنطة أوراق
أسست جمعية سيدات المستقبل لأخدم مجتمعي الريفي رغم رفض أقرب الناس
بدأنا أول مركز تنمية مهارات لذوي الإعاقة في كفر الشيخ.. واليوم يغطي المحافظة بالكامل
الجمعية بدأت بـ800 ألف جنيه.. والمحفظة وصلت النهاردة 140 مليون
نحن لا نعتمد فقط على التبرعات.. عندنا تمويل ذاتي ومصداقية مع الناس
هدفنا أن نكون مركز إشعاع تنموي في دلتا مصر ونغير الثقافة السكانية
بدأت رئيس مجلس إدارة وأمين صندوق وخدمات وسكرتارية.. كنت بعمل كل حاجة
جمعية سيدات المستقبل كانت سبب دخولي العمل السياسي من باب خدمة المواطن
توسعنا في التمويل لأننا نؤمن إن المجتمع محتاج فكر اقتصادي مش خيري فقط
وصلنا لتعاقد بـ30 مليون جنيه جديدة.. والمحفظة هتوصل لـ170 مليون خلال شهور
العمل العام كان بوابتي إلى السياسة.. ونقلت مشاكل الناس من الميدان إلى البرلمان
«25 عامًا من الحلم الذي أصبح واقعًا».. هكذا تلخّص النائبة هالة أبو السعد وكيل لجنة المشروعات الصغيرة بمجلس النواب ورئيس «جمعية سيدات أعمال المستقبل»، رحلتها الطويلة مع الجمعية، التي بدأت من مسقط رأسها بمدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، وسط تحديات مجتمعية صعبة، وانطلقت في طريق التمكين الاقتصادي والاجتماعي للسيدات، لتصبح نموذجًا فريدًا.
النائبة هالة أبو السعد، تحدثت في حوار خاص لـ تحيا مصر، أداره الزميل محمود فايد مدير تحرير الموقع، مؤكدة أن الاحتفال بمرور 25 عامًا على تأسيس جمعية سيدات المستقبل لم يكن مجرد مناسبة عابرة، بل محطة مهمة للتأمل في مسيرة طويلة من التحدي والعمل المجتمعي والتنمية المحلية.
وأضافت ورئيس «جمعية سيدات أعمال المستقبل»، أن الجمعية انطلقت من فكرة بسيطة وسط تحديات اجتماعية ورفض مجتمعي، قبل أن تتحول إلى كيان تنموي مؤسسي يمتلك اليوم محفظة تمويل متناهي الصغر تتجاوز 140 مليون جنيه، ويخدم الآلاف من النساء والأطفال وذوي الهمم.. إلى نص الحوار
-فاعلية الاحتفال بمرور 25 سنة على إنشاء جمعية سيدات المستقبل والحشد الكبير للعاملين والشخصيات المهتمة بصناعة التمويل.. جعلتني أتوقف أمام فكرة إنشاء الجمعية ومتى بدأت وكيف تطورت؟
الاحتفالية كانت متميزة جدا وكانت بالنسبة لي حلم.. مر 25 سنة على حلم كنت بحلمه في يوم من الايام.. الفكرة كانت نعمل جميعة أهلية في أحد مراكز محافظة كفر الشيخ في مسقط رأسي وأن أفيد المجتمع وأعطي على قدر استطاعتني مع مجموعه من السيدات. فكرت اني أعمل جمعية سيدات المستقبل علشان نفيد المجتمع الريفي في محافظة كفر الشيح كانت في 200 وكانت ثقافة المجتمع في هذا الوقت في المناطق الريفية غير متقبل ان السيدات يعملون جمعية وكان هناك رفض حتى من أقرب الاقربين ليا.
لكن قدرنا نجمع مجموعة من السيدات وبدأنا من مدينة فوه مسق رأسي وكانت الفكرة وبدأت وبدأنا نجمع الأوراق ونحطها في شنطة ثم توجهنا للتضامن .. وكان فيه أحد الأشخاص في التضامن كان بمثابة الأب الروحي.
فكرنا وسمينا الجمعية سيدات أعمال المستقبل ومن هنا كانت البداية وبدأنا نترجم رؤيتنا ورسالتنا بخطط تنفيذية حقيقة واشتغلنا فعلا كان معايا مجموعة رائعة من السيدات اللي تحدوا الظروف واشتغلنا على أن اول حاجة عملناها ان كان فيه مجموعة من السيدات عندهم أطفال ذوي احتياجات خاصة وبيسلفروا بيهم لمحافظة الإسكندرية لأن كان فيها مركز تنيمة مهرات الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لان مكنش فيه مركز في كفر الشيخ واحنا كنا أول مركز يتعمل في كفر الشيخ بدأنا بالفكرة والحمدلله دلوقتي المركز بقى قطاع كبير للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
والنهاردة المركز له سمعه طبية ويغطي كافة المحافظة ونعمل على عمل مركز في محافظة البحيرة خلال الفترة الجاية.. الموضوع لم يكن سهل وكان كله تحديات ومع كل هجوم كان يشجعنا أن نثبت للمجتمع أننا قادرين على أن نقود ونغير المجتمع.
-أهم القيم التي خرجتوا بها من هذه الرحلة ؟
ليست قيم فقط كانت اشياء كثيرة عندما يكون هناك مشروع وليس هناك تمويل فكنا نقف ونقول لا لازم نجيب التمويل وكل فكرنا أن المجتمع مش دوره بس الأمور الخدمية.. القصة ليست فقط مساعدة يتيم أو فقير أو غيره ولكن المجتمع المدني يجب أن يتم تغيير معتقداته وثقافته من خلال أن يكون مجتمع تنموي حقيقي يحافظ على القيم والمبادئ الأخلاقية الخاصة بنا ويكون له دور فعال في ثقافة الشباب والجيل الصاعد.
المجتمع المدني أيضا يجب أن يعمل بفكر اقتصادي تنموي وليس تنموي فق لأنه عندما يجتمعان يكملان بعضهما وتعمل تدبير تمويل ذاتي فتخرج من مشروع تعمل مشروع أخر.
المجتمعات الأهلية تقود ثقافة التبرع وهذا دور مهم ونعمل عليه ولكن هذا الجزء يكمله شيء في غاية الأهمية وهو من أين سنأتي بهذا التمويل خاصة في الوضع الاقتصادي الذي نمر به والعالم يعاني منه.. وأكيد التبرعات قلت والموارد التي تخدم المجتمع قلت.. لذلك يجب أن يكون هناك شقين الأول تبرعات للقادرين والآخر تدبير تمويل ذاتي فتقدر تكمل المشوار والحلم.
وهنا اشتغلنا بطريقتين الأولى إننا لسنا معتمدين فقط على المنح التي يتم منحنا إياها والمساعدات التي نأخذها..ولكن أيضا نعتمد على تدبير التمويل الذاتي ومصداقيتنا مع الناس فنقدر ناخد تبرعات.
يجب تحديد الشريحة التي تتعامل معها مع المجتمع.. هل تشتغل هكذا دون هدف أم من خلال رؤية واضحة مهم تحقيقها.. من هنا كانت من البداية رؤيتنا أن نكون مركز إشعاع تنموي في دلتا مصر لأن الدلتا فيها أكبر تكدس سكاني في مصر وبالتالي لازم يكون هناك تغيير للثقافة السكانية الموجودة.
-ذهبتي للمشروع الأهم وهو الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.. والتمكين الاقتصادي للمرأة وهو أحد أهداف صناعة التمويل في مصر.. إزاي قدرتوا تترجموا الفلسفة دي مع سيدات كفر الشيخ؟
كان مهم عندنا كسيدات أعمال مستقبل أن نصنع فكرة سيدات الأعمال والتمكين الاقتصادي للمرأة، لذلك نعمل على قطاع الأطفال بسبب النشء والثقافة وقطاع الإعاقة بسبب أن يكون لدينا دور في رفع المعاناة عن الأب إلى جانب التمكين الاقتصادي للمرأة وخاصة الشباب والشابات.
استطعنا أن ندمج بين ثقافتين.. كيف نغير المفاهيم عن السيدات المصريات وثقافة العمل الحر.. وإزاي هنقدر نقول لهم إنهم وهما قاعدين في البيوت نقدر نجيبهم ونعلمهم.
كان آخر مشروع عملناه وكان مشروع مهم يجب أن يكون نموذج لكل محافظات مصر والمجتمع المدني الذي يهف إلى التنمية الاقتصادية.
نقدم دعوة من خلال موقع تحيا مصر لمن يريد معايشة التجربة .. ونمد إيدينا لكل المجتمع المدني في مصر.. نحن نكمل على ما عملته الدولة التي قامت بتغيير البنية التحتية في القرى.. فنحنا أخذنا النموذج واستكملنا كمجتمع مدني على ما قامت به الدول من خلال تنمية البشر وتغيير ثقافة المجتمع وتمكين المرأة اقتصادية.
-الجمعية لها رحلة تمتد لـ 25 سنة.. تجربة الإدارة الممثلة في حضرتك تجربة مش سهل تستمر طوال هذه الفترة..كلمينا عن جزء الإدارة في الجمعية.. والجزء الآخر: هل هالة أبو السعد تأثرت واستفادت إيه من رحلة الـ 25 سنة؟
الرحلة طويلة جدا كانت صعبة ومعاناة عشناها.. من أول ما بدأنا في الإدارة كنت رئيس مجلس إدارة وأمين صندوق وخدمات إعاقة وسكرتارية وكل حاحة.. كان معايا سيدات فضليات لكن كانوا قلقين لكن أن كان عندي روح التحدي.
وعملنا كل حاجة في إيدينا في الأول إلى أن وصلنا لأكثر من 600 موظف الآن وده حصل في وقت قياسي لأن 25 سنة في عمر الجمعيات الأهلية ليس كثير.. وأرى أنها قصة نجاح مبهرة.. لما بنعمل كل حاجه بإيدينا بنكون عارفين كل حاجة.
وسهل علينا جدا ان نراقب أعمال الجمعية.. ونحن لدينا مراجع قانوني قوي رغم أن هناك جمعية ورقابة من الأجهزة المعنية ولكن اصرينا على ذلك حتى تكون هناك عين ثالثة تنظر ما الصح وما الخطأ حتى نقوم أنفسنا.
أما الجزء الخاص بماذا استفدت. فهذا كثير.. إحساسك إنك عملت حلم وفكرة وأصلبحت كيان.. هذا لوحده متعة ما بعدها متعة. وأنا أهوى العمل العام. لما بلاقي الأطفال المعاقين وأجد تعلقهم بي أكون في قمة سعادتي.
لما اتعرفت في المجتمع اتعرفت من خلال جميعة سيدة أعمال المستقبل ولم يكن لي نشاط في أي شيء آخر سواء سياسي أو غيره. وبدأت أشتغل من خلال هذه الجمعية مع الوزارات وبدأت أحس بالمشاكل التي يعاني منها المواطن. وهنا كان لي وقفة بأن أتحول من العمل العام ومساعدة الشرائح المختلفة للعمل السياسي لأساعد الممجتمع ككل.. وهذه النقلة الفعلية التي تمت من خلال العمل العام .
كان سهل بالنسبة لي أن أنقل المشاكل التي على الأرض وأنا سياسية وأن أطرح قوانين تعيد صياغة البيئة التشريعية لصالح المواطنين ومشاكلهم.
كل المناصب التي توليتها جعلتني مؤثرة خاصة في البرلمان لأن إيدي مع الناس في الأرض.
-توقفت أمام كلمتك فيما يتعلق بمحفظة التمويل متناهية الصغر وتشمل 140 مليون.. ما القدرة على تحقيق هذه المستهدفات.. وكيف وصلتوا لهذا الرقم وماذا تفعلوا به؟
بداية كنا بنشتغل من 2006 بمبلغ 800 الف جنيه.. وأول ما بدأنا ندخل في قطاع التمويل متناهي الصغر واجهتنا تحديات كبيرة وعضو مجلس الإدارة وأمينة الصندوق الاجتماعي للتنمية قدمت استقالتها لأنها لم تكن مقتنعة بالفكرة وكان تحدي نجيب أمين صندوق تاني.. وبدأنا ب 800 الف جنيه.. واليوم المحفظة وصلت 140 مليون جنيه وهذا مهم جدا لأنه دور الاقراض متناهي الصغر والتمويل مهم جدا لأنك تدور أموال في المجتمع علشان تخفف من حدة الفقد. وهو له شق اقتصادي مهم لتنمية قدرات الصغيرين علشان يكبروا ونأخذ إيد القطاع غير الرسمي للقطاع الرسمي.
المحفظة تحتاج جهد كبير وقدرة على إدارة الأموال بشكل اقتصادي بحت.. ونحن جمعية أهلية ذات صفة النفع العام يعني يهمنا جدا إننا منضرش إنسان غير فكرة الشركات التي لها جزء ربحي أكبر منه تنموي لكن دورك تنموي أكثر منه ربحي.
معدلات الأرباح الموجودة لها شقين، الأول التوسع علشان تشغل تشغل موظفين أكثر وعمال. والشق الآخر أن تستمر وتفتح وحدات أخرى لكي تكبر والمحفظة تتسع.
الجهات المانحة والمساعدة للإقراض مثل البنك الأهلي هو شريك استراتيجي نعمل معه وجهاز تنمية المشروعات أيضا شركة ضمان المخاطر والإئتمان من الشركات المهمة التي استطاعت أن تبني معنا وتدير التمويل في الجمعية بشكل احترافي وتقني علشان نقف على أرض صلبة.
النهاردة تعاقدنا مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوطسة على تمويل بـ 30 مليون جنيه لتصل المحفظة إلى 170 مليون جنيه. واطرح شركة لـ 100 مليون أخرى وهي فكرة طيبة للتوسع بشكل أكبر.
نحن نعمل في كفر الشيخ والبحيرة والفترة القادمة سنعمل ضمن مخططنا الاستراتيجي للتمويل في محافظة الغربية ونحن نشتغل على دلتا مصر كلها كبداية وإن شاء الله تكون بداية موقفة وخلال السنتين القادمتين نكون عملنا إنجاز.
