اختتمت قمة التعليم المجتمعي الأولى في مصر أعمالها وسط إجماع وطني غير مسبوق على أهمية دعم التعليم في المناطق المهمشة، بمشاركة أكثر من 500 خبير ومختص، وممثلين عن الحكومة، القطاع الخاص، المجتمع المدني، وشركاء التنمية المحليين والدوليين.
وشكلت القمة، التي عُقدت في مركز إبداع مصر الرقمية بقصر السلطان حسين كامل، نموذجًا للتكامل المؤسسي والمجتمعي، وجاءت برعاية وزارة التضامن الاجتماعي وبمشاركة فاعلة من وزارتي التربية والتعليم والاتصالات، إلى جانب برنامج الأغذية العالمي ومؤسسات أهلية وشخصيات عامة.
التعليم المجتمعي ضرورة وطنية وليس حلًا مؤقتًا
في كلمتها خلال القمة، شددت راندا حلاوة، رئيس الإدارة المركزية للتعليم المجتمعي بوزارة التربية والتعليم، على أن التعليم المجتمعي هو حق أساسي وليس بديلًا مؤقتًا، مشيرة إلى وجود 3108 مدرسة من مدارس الفصل الواحد والمدارس الصديقة للفتيات والأطفال في ظروف صعبة، بالإضافة إلى 1319 مدرسة مجتمعية أنشئت بالشراكة مع المجتمع المدني.
وأكدت أن هذا النموذج أثبت نجاحه بتحقيق فرص تعليم حقيقية للأطفال المحرومين، واستشهدت بأمثلة لطلاب التحقوا بكليات مرموقة مثل الطب والهندسة والحاسبات بعد تخرجهم من هذه المدارس، ما يثبت جدواه كحل تنموي مستدام.
"من أحياها": التعليم المجتمعي قصص أمل لا تُقاس بالأرقام
أعربت شيماء طنطاوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "من أحياها"، الشريك المؤسس للقمة، عن فخرها بحجم التفاعل والمشاركة، قائلة:
"أطفال التعليم المجتمعي ليسوا مجرد أرقام، بل قصص حقيقية للتغيير. زياد، أحد طلابنا، قرأ أكثر من 1000 كتاب في عام، وصمم مكتبة شارع لتعليم الآخرين... هذا هو التعليم الذي نؤمن به."
القمة بداية لمنصة وطنية للتكامل في التعليم المجتمعي
من جانبه، أكد محمد رضا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EduVation، أن القمة تمثل بداية لتأسيس منصة وطنية لتكامل الجهود في مجال التعليم المجتمعي، مشيرًا إلى أن النجاح الذي تحقق هو نتاج شراكات استراتيجية، ودعم من أكثر من 45 جهة وشخصية مؤثرة.
وقال رضا:
"نحن لا نحتفل بلحظة نجاح، بل نرسم ملامح مستقبل يقوم على العدالة والابتكار التعليمي وتكافؤ الفرص."
اتفاقيات تعاون ومساحة حوار فاعلة لبناء منظومة تعليم مجتمعي مستدام
شهدت القمة توقيع عدد من بروتوكولات التعاون والاتفاقيات المبدئية لتوسيع نطاق التعليم المجتمعي على مستوى الجمهورية. كما أسهمت في خلق مساحة حوار تشاركية جمعت صناع القرار والخبراء والفاعلين في المجال لتبادل الرؤى وتأكيد أن التعليم المجتمعي هو أداة رئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
قمة التعليم المجتمعي... بداية تحول حقيقي نحو تعليم عادل وشامل في مصر
كرست القمة جهودها لتوجيه الأنظار إلى الفئات الأكثر تهميشًا، وأكدت أن التعليم حق لا امتياز، وأن نجاح المنظومة التعليمية يبدأ من شمولها لكل طفل، في كل مكان، دون تمييز، لتصبح قمة 2025 للتعليم المجتمعي منصة انطلاق نحو جيل جديد من السياسات والشراكات التعليمية المؤثرة.