الحرب الإيرانية الإسرائيلية تدخل المنطقة نفقا مظلما.. خبراء: دول الخليج تحتاج مراجعة حساباتها الأمنية.. وواشنطن أصبحت في موقف محرج

الحرب الإيرانية الإسرائيلية تدخل المنطقة نفقا مظلما.. خبراء: دول الخليج تحتاج مراجعة حساباتها الأمنية.. وواشنطن أصبحت في موقف محرج
الحرب
      الإيرانية
      الإسرائيلية
      تدخل
      المنطقة
      نفقا
      مظلما..
      خبراء:
      دول
      الخليج
      تحتاج
      مراجعة
      حساباتها
      الأمنية..
      وواشنطن
      أصبحت
      في
      موقف
      محرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تطور خطير على الساحة الدولية، شنت إسرائيل غارة جوية على أهداف داخل إيران، استهدفت حسب التصريحات الرسمية مواقع عسكرية نووية وتكنولوجية. الحدث الذي وقع في ظل توترات إقليمية متصاعدة، أثار قلقًا عالميًا واسعًا من تداعيات محتملة على أمن المنطقة واستقرارها. وتطرح هذه العملية العسكرية الإسرائيلية تساؤلات عميقة حول مستقبل العلاقات الدولية في الشرق الأوسط، وما إذا كانت المنطقة على أعتاب تصعيد أوسع قد يجر قوى كبرى إلى صراع غير مسبوق.

في خطوة اعتبرها كثيرون تصعيدًا خطيرًا في خريطة التوترات الإقليمية، شنت إسرائيل هجومًا جويًا دقيقًا استهدف مواقع داخل إيران قالت إنها ذات صلة ببرنامجها النووي. وبينما اختلفت الروايات حول مدى الضرر الذي أصاب المنشآت المستهدفة، فإن ما لم يختلف عليه المتابعون هو أن هذا الهجوم يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة، ويطرح تساؤلات عميقة حول مآلات هذا التصعيد، وحدود الرد الإيراني، وإمكانية تحوله إلى صراع إقليمي شامل.

لفهم هذا التعقيد الجيوسياسي، توجهنا إلى عدد من أبرز المحللين المصريين المتخصصين في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية، حيث قدّم أربعة منهم رؤيتهم المتعمقة للمشهد الراهن، وسيناريوهات ما بعد الضربة، في محاولة لاستشراف المواقف المتوقعة من الأطراف الدولية، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، يقدم المحللين متخصصين في العلاقات الدولية من مصر قراءاتهم وتحليلاتهم لما قد يحدث "بعد ضرب إيران"، في محاولة لفهم التوازنات الجديدة واحتمالات التصعيد أو التهدئة.

73f287d2ce.jpg
وبدأت الحرب

الانتظار لم يعد مجديًا

من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة دكتور رامي عاشور لـ"البوابة نيوز" : وبدأت الحرب ، أن الضربة العسكرية الإسرائيلية لا يمكن فصلها عن صراع النفوذ الإقليمي بين تل أبيب وطهران، إن هذه العملية ليست مجرد رد فعل، بل تعكس تحولًا في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه البرنامج النووي الإيراني، إسرائيل باتت ترى أن الانتظار لم يعد مجديًا، وأن العمل الاستباقي أصبح ضروريًا.

إذا قررت إيران الرد المباشر

وأضاف : أن الخطورة تكمن في ما إذا قررت إيران الرد المباشر، وهو ما قد يدفع المنطقة إلى حرب شاملة تشمل حزب الله في لبنان، والميليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.

وأشار إلى : وجود ضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لمحاصرة التصعيد واحتوائه دبلوماسيًا.

تصعيدًا في العراق وسوريا

وفى ذات السياق قالت خبيرة في الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية الدكتورة إيمان زهران محذرة من أن الرد الإيراني قد لا يكون مباشرًا، بل عبر وكلائها في المنطقة ،ومن غير المتوقع أن تخوض إيران مواجهة مفتوحة مع إسرائيل في الوقت الراهن، لكننا سنشهد على الأرجح تصعيدًا في العراق وسوريا وربما في مياه الخليج .

ولفتت النظر إلى : أن الضربة تضع واشنطن في موقف حرج، إذ إنها حليف لإسرائيل ولكنها لا ترغب في انزلاق المنطقة إلى حرب. وتشير إلى أن الأمن الإقليمي العربي سيكون في مرمى النيران إذا تصاعدت الأمور، مما يتطلب تحركًا دبلوماسيًا عربيًا عاجلاً، خصوصًا من الدول الخليجية ومصر.

البعد الاقتصادي والسياسي الدولي للضربات 

وفى ذات السياق قال رئيس برنامج دراسات الطاقة والعلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية الدكتورأحمد قنديل لـ"البوابة نيوز " : وبدأت الحرب ومن هنا يتضح البُعد الاقتصادي والسياسي الدولي للحدث فى أن الضربة ستكون لها تداعيات على أسواق النفط والطاقة، ويقول: "أي اضطراب في مضيق هرمز أو منشآت النفط في الخليج سيؤثر مباشرة على الأسعار العالمية، وهو ما قد يدفع قوى كبرى للتدخل لمنع اتساع الأزمة.

وأضاف: إن إيران قد تلجأ إلى تكتيكات غير مباشرة، مثل استهداف ناقلات النفط، أو شن هجمات إلكترونية على البنى التحتية الحيوية لدول خليجية حليفة للغرب، وهو ما يزيد من هشاشة الوضع الإقليمي.

دور مصري محتمل: للوساطة وضبط الإيقاع العربي

وأردف : بحكم مكانتها الجغرافية والسياسية، يُتوقع أن تلعب مصر دورًا مركزيًا في احتواء تداعيات الأزمة أن مصر لديها خبرة طويلة في إدارة التوترات، وقدرتها على التواصل مع كافة الأطراف، بما في ذلك إيران، يجعلها مؤهلة للعب دور فاعل في التهدئة.

ويرى : أن مصر يمكنها لعب دور فاعل في محاولة تهدئة الأوضاع، من خلال وساطات إقليمية أو تنسيق مواقف عربية موحدة داخل المحافل الدولية، مثل الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي،

و يقول : إن الخطورة تكمن في تصاعد وتيرة الصراع بشكل غير متوقع و أحيانًا تتطور الأمور من خلال حادث غير محسوب، أو رد فعل مبالغ فيه من طرف ثالث، مثل ميليشيا أو فصيل تابع لإيران، مما يعقّد الموقف ويضع الجميع أمام خيار التصعيد الاضطراري.

نقطة تحول في إدارة الصراع الإيراني الإسرائيلي

وفى السياق ذاته قالت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عين شمس نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الدكتورة غادة فاروق لـ"البوابة نيوز " : تلك نقطة تحول في إدارة الصراع الإيراني الإسرائيل فما بعد الضربة لن يكون كما قبلها، فقد دخلنا مرحلة جديدة من التوترالإقليمي حتى وإن لم تؤدِّ إلى حرب شاملة، فإنها ستزيد من سباق التسلح في المنطقة .

وأضافت : أن دول الخليج تحديدًا ستكون مطالبة بمراجعة حساباتها الأمنية، وربما تسريع اتفاقات الدفاع الإقليمي، أو حتى مراجعة علاقاتها مع القوى الكبرى. ويرى أن مصر يجب أن تلعب دور الوسيط، نظرًا لعلاقاتها المتوازنة مع إيران وإسرائيل، ومكانتها الدبلوماسية في العالم العربي.

الضربة تأتي في سياق حسابات إقليمية معقدة

وفى ذات السياق أكدت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة دكتورة نهى بكر لـ"البوابة نيوز" : أن الحدث يمثل نقطة تحول استراتيجية في مسار المواجهة بين طهران وتل أبيب، وتقول هذه الضربة تأتي في سياق حسابات إقليمية معقدة، من بينها قرب الانتخابات الأميركية، وتراجع الحضور الأميركي المباشر في الشرق الأوسط، وعودة روسيا والصين كلاعبين مؤثرين في المنطقة

وأضافت : الرد الإيراني قد لا يكون مباشرًا أو تقليديًا. طهران تجيد لعبة النفس الطويل، وقد تختار الرد عبر هجمات سيبرانية أو عمليات نوعية من خلال مليشياتها المسلحة، وهو ما يزيد صعوبة التكهن بطبيعة التصعيد المقبل

وأشارت " بكر " إلى أن الدول العربية أمام تحد مزدوج ويجب تأمين مصالحها من جهة، والحفاظ على توازنها في علاقاتها مع الأطراف الدولية المتنازعة من جهة أخرى، خاصة مع تزايد الحديث عن انخراط الصين في مبادرات وساطة سياسية جديدة.

وتقترح د. نهى بكر : إطلاق مبادرة مصرية – عربية مشتركة، تشمل الدعوة إلى قمة طارئة تضم الأطراف المعنية لبحث سبل العودة إلى الحوار وضمان عدم تكرار الاستهدافات العسكرية المتبادلة.

أن الضربة الإسرائيلية ليست مفاجئة

ومن جانبه قال خبير علاقات دولية ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية دكتور أحمد سيد أحمد لـ"البوابة نيوز" : أن الضربة الإسرائيلية ليست مفاجئة بقدر ما هي نتاج لتراكمات ممتدة، ويقول: "ما نراه الآن هو انعكاس لسنوات من التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، خصوصًا مع تقدم الأخيرة في برنامجها النووي رغم العقوبات الدولية". ويضيف أن إسرائيل استغلت حالة الانشغال الدولي بالحرب الروسية الأوكرانية والتنافس الأميركي الصيني لتوجيه هذه الضربة دون خوف كبير من تدخل دولي مباشر.

القلق الحقيقي من الرد الإيراني المتوقع

ويتابع : القلق الحقيقي من الرد الإيراني المتوقع، فإيران تملك أدوات عديدة للرد غير التقليدي، من خلال أذرعها في لبنان وسوريا والعراق، وهو ما قد يؤدي إلى اتساع رقعة المواجهة في الإقليم". ويؤكد على ضرورة وجود تحرك عربي موحد لاحتواء الموقف، قبل أن ينزلق إلى مواجهة شاملة قد تعصف باستقرار دول الخليج والمنطقة ككل.

الضربة الإسرائيلية حملت رسائل متعددة

ومن جانبه قال الخبير استراتيجي وكيل المخابرات الاسبق اللواء دكتور محمد رشاد لـ"البوابة نيوز" : أن الضربة الإسرائيلية حملت رسائل متعددة وهي ليست فقط ضربة عسكرية، بل رسالة استراتيجية لكل من إيران والمجتمع الدولي بأن إسرائيل لن تنتظر حتى يتحول التهديد النووي إلى واقع.

وأضاف : أن إسرائيل اختارت توقيتًا محسوبًا بعناية، وأنها تدرك أن رد إيران لن يكون فوريًا ومباشرًا بسبب التعقيدات الداخلية لطهران والضغوط الاقتصادية التي تعاني منها. ويكمل قائلاً: "لكن علينا أن نكون واقعيين، الرد سيأتي، وإن تأخر، وإسرائيل تستعد لذلك .

ويشدد على : أن الدول العربية يجب أن تبني استراتيجيات دفاعية تتناسب مع هذه التحولات، مشيرًا إلى أن الأمن القومي العربي أصبح مرتبطًا بشكل مباشر بأي صراع إقليمي، خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في أكثر من دولة عربية.

والضربة جاءت في لحظة إقليمية حرجة

وومن جانبها قالت باحثة في العلاقات الدولية والمستشارة السابقة بالأمم المتحدة دكتورة نهى الشاذلي لـ"البوابة نيوز" : أن توقيت الضربة ليس صدفة والضربة جاءت في لحظة إقليمية حرجة: توترات في غزة، انتخابات أميركية مقبلة، صراع نفوذ في البحر الأحمر. هذا التداخل يزيد من تعقيد المشهد."

وتحذر من : أن أي خطأ في الحسابات قد يقود إلى حرب إقليمية لا يريدها أحد ، إن إيران لن تسكت، ولكنها ذكية في إدارة الأزمات. قد ترد في الوقت والمكان الذي تختاره، بما يضمن لها تفادي مواجهة مباشرة وواسعة."

ودعت الى : تحرك دولي عاجل، عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للحفاظ على السلم الإقليمي، ومنع اتساع رقعة الصراع.

وتكمل : ما بعد ضرب إيران ليس مجرد مرحلة لاحقة لحادث عسكري، بل هو مفترق طرق حقيقي في مستقبل الشرق الأوسط. فإما أن يتم احتواء التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية الدولية والإقليمية، أو أن تدخل المنطقة في دوامة جديدة من العنف وعدم الاستقرار. وتشير آراء المحللين إلى أن كل الاحتمالات مفتوحة، وأن دور القوى العربية، خاصة مصر ودول الخليج، سيكون حاسمًا في هذه اللحظة المفصلية.

رؤية مشتركة: التصعيد وارد ولكن قابل للاحتواء

يتفق المحللون السياسيين والخبراء الاستراتيجيون على أن احتمال التصعيد قائم، لكنه لا يعني بالضرورة انزلاقًا إلى حرب إقليمية شاملة، ويرون أن هناك عناصر ردع متبادلة تجعل الطرفين، إيران وإسرائيل، يعيدان حساباتهما. كما يشيرون إلى أن مواقف القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، ستكون حاسمة في ضبط إيقاع الأزمة.

ويجمع المحللون على أهمية أن تستثمر الدول العربية، خاصة ذات الثقل الجيوسياسي كمصر والسعودية والإمارات، في قنوات دبلوماسية فاعلة، تحاول من خلالها تقليل حدة التوتر، والضغط من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.

إيران وإسرائيل: صراع وجودي لا يحتمل الوسطاء؟

يرى البعض أن الأزمة تتجاوز مجرد تصعيد عسكري عابر، وأنها تعبّر عن صراع وجودي بين دولتين تريان في بعضهما تهديدًا دائمًا. ومع ذلك، يرى د. نهى بكر أن "تاريخ الصراعات في الشرق الأوسط يثبت أن حتى أشد الخصومات يمكن أن تخضع للتفاوض إذا توافرت الإرادة السياسية وتدخل الوسطاء المناسبون".

تبدو الأوضاع في الشرق الأوسط مهيأة لانفجار جديد، لكن نضج القوى الإقليمية والدولية قد يمنع الانزلاق إلى حرب مفتوحة. وبينما تسعى إيران إلى الرد من دون استفزاز الغرب، تحاول إسرائيل إثبات حزمها من دون الدخول في مواجهة شاملة. وفي ظل هذه التوازنات الحساسة، يصبح الدور العربي، وخاصة المصري، حاسمًا في ضمان أن يكون هذا التصعيد لحظة مفصلية نحو إعادة تقييم مسار الصراع، وليس بداية لفصل جديد من الفوضى.

يبقى السؤال المطروح: هل تنجح الدول العربية في فرض صوت العقل؟ أم أن المنطقة على موعد مع تصعيد لا يُحمد ؟ ونتساءل : في ظل هذه التوترات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون التصعيد مقدمة لتسوية كبرى، أم بداية لحرب لا تُحمد عقباها؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر سبيكة الذهب 5 جرامات اليوم الثلاثاء 10-6-2025 بالصاغة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل