قال الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مواقع داخل إيران يمثل ضربة استباقية شاملة، تم تنفيذها عقب انتهاء المهلة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنح إيران فرصة التوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.
وأشار "الزغبي"، عبر مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، إلى أن ترامب صرح قبل أسابيع بأن أمام إيران 60 يومًا فقط للمضي في مفاوضات غير مباشرة، بدأت في سلطنة عمان، بشأن التوصل إلى صيغة تضمن وقف تخصيب اليورانيوم، مضيفًا أن الضربة الإسرائيلية نُفذت في اليوم الـ61، ما يعكس أن العملية كانت منسقة بعناية مع الولايات المتحدة، وتحمل أبعادًا سياسية وأمنية متشابكة.
وأوضح أن ما جرى يعكس نمطًا معروفًا في العلاقات الدولية يُسمى "الدبلوماسية ذات المسارين، حيث يتم التفاوض ظاهريًا، بينما يجري في الخفاء التحضير لخطة هجومية حاسمة، كما حدث سابقًا في التعامل الأمريكي مع اليابان خلال معركة "بيرل هاربر".
ونوه بأن العملية الإسرائيلية استندت إلى تفوق تكنولوجي واختراق استخباراتي عميق داخل إيران، مشيرًا إلى أن وحدات من "الموساد" كانت متواجدة مسبقًا داخل الأراضي الإيرانية، وقد ساهمت في تنفيذ الضربة من الداخل عبر تسريب أسلحة دقيقة وتوجيه طائرات مسيّرة انقضاضية نحو أهداف حساسة.
ولفت إلى أن الضربة لم تستهدف المنشآت النووية فقط، بل شملت كذلك مواقع حيوية قرب طهران، حيث قُتل عدد من مسؤولي الحكومة والحرس الثوري الإيراني، ما يجعلها عملية عسكرية تكاملية شاملة تهدف إلى شل البنية التحتية للقرار السياسي والعسكري في إيران.