كيف تعاملت مصر مع توقف امدادات الغاز من الشرق؟

في تحرك سريع لمواجهة تداعيات التوترات الجيوسياسية في المنطقة، فعّلت الحكومة المصرية خطة الطوارئ الخاصة بإمدادات الغاز الطبيعي، وذلك عقب توقف الضخ القادم من الشرق بسبب التصعيد العسكري في إيران، وأعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية بدء تطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية لضمان استقرار الشبكة القومية للغاز والكهرباء، والحفاظ على انتظام الإمدادات الحيوية.

وشملت الإجراءات تقليص كميات الغاز الموردة إلى عدد من الأنشطة الصناعية كثيفة الاستهلاك، مقابل زيادة الاعتماد على المازوت لتشغيل محطات الكهرباء، مع التنسيق لتشغيل عدد من هذه المحطات باستخدام السولار كبديل مؤقت.

ووفقًا لبيان رسمي، تهدف هذه الخطوة إلى منع أي اضطرابات أو تخفيف محتمل للأحمال الكهربائية، وذلك حتى استئناف ضخ الغاز الطبيعي من المصدر الشرقي.

 

تعزيز مرونة الشبكة بوحدات إعادة التغييز

وفي إطار جهود تعزيز مرونة منظومة الغاز، استقبلت مصر ثلاث سفن مخصصة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى حالته الغازية. 

وبدأت إحدى هذه الوحدات بالفعل في ضخ الغاز إلى الشبكة القومية، فيما تخضع السفينتان الأخريان حاليًا لأعمال التجهيز وربطهما بالموانئ، تمهيدًا لبدء التشغيل خلال الأيام المقبلة.

وأكدت وزارة البترول أن شبكة الغاز ما تزال في وضع آمن، مدعومة باحتياطي كافٍ من المازوت، بينما تواصل غرفة العمليات المركزية متابعة الوضع على مدار الساعة، لضمان كفاءة التوزيع والجاهزية لأي تطور مفاجئ.

 

متابعة حكومية رفيعة وتنسيق وزاري

وشهدت الساعات الماضية زيارات ميدانية من جانب المسؤولين لمتابعة تنفيذ خطة الطوارئ، حيث تفقد وزيرا الكهرباء والبترول المركز القومي للتحكم في الغاز، لمراجعة آليات توزيع الإمدادات وتقييم الأوضاع التشغيلية بشكل مباشر.

كما أجرى وزير البترول بجولة ميدانية في ميناء العين السخنة لمتابعة ربط وحدة التغييز الثالثة بالشبكة القومية، بهدف تسريع وتيرة العمل وزيادة الكميات المتاحة من الغاز.

في السياق ذاته، عقد رئيس مجلس الوزراء اجتماعًا طارئًا مع الوزيرين المعنيين لمتابعة آخر التطورات الميدانية، والتأكيد على ضرورة التنسيق الكامل بين الجهات لضمان عدم تأثر القطاعات الإنتاجية والخدمية.

 

خبير: مرونة البنية التحتية المصرية أنقذت السوق 

من جانبه، أكد الدكتور محمد سعد الدين، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تفعيل خطة الطوارئ في هذا التوقيت الحرج يعكس الجاهزية العالية التي يتمتع بها قطاع البترول المصري، مشيرًا إلى أن امتلاك مصر لوحدات إعادة التغييز المتطورة منح الدولة القدرة على المناورة الفورية وتفادي أي اضطرابات في السوق المحلي.

وأوضح “سعد الدين” أن توزيع هذه الوحدات على موانئ مختلفة بمصر يمنح مرونة كبيرة في ضخ الإمدادات وتلبية احتياجات محطات الكهرباء والصناعة، مما يعزز من استقرار السوق ويطمئن المستثمرين.

وتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في احتواء الأزمة خلال فترة قصيرة، خاصة في ظل توافر البدائل وتكامل التنسيق بين وزارتي البترول والكهرباء، مضيفًا: "الأزمة كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة مصر على إدارة ملف الطاقة.. ونجحت فيه بامتياز".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أوكرانيا: طالبنا بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا
التالى “نقابة المرافق” تشارك في جلسات مؤتمر العمل الدولي