الإسكندرية وقصة الأمس.. رواية عن قهر النساء

الإسكندرية وقصة الأم، هى واحدة من الروايات البديعة للكاتبة منى منصور، والتى صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام، وبرغم اختلاف الكثيرين من النقاد والمثقفين حول مفهوم الأدب النسوى إلا أن هذه الرواية تتبع هذا الصنف الأدبي الذى يحمل على عاتقة قضية المرأة.

ثلاث بطلات فى أزمنة مختلفة

 اعتمدت الكاتبة منى منصور الإسكندرية وقصة الأمس  فى روايتها على ثلاث بطلات فى أزمنة مختلفة، هذا بخلاف تداخل الأزمنة بطريقة سهلة ولينة لكنها مثيرة لفضول القارئ،  الذى يسأل نفسه كيف تتحدث شلوميت إحدى البطلات التى تعيش فى زمن بعيد عن الهاتف المحمول وتستشهد بعبارة لو كنت أعرف خاتمتى ما كنت بدأت التي غناها عبد الحليم حافظ، وقد يجول بذهن القارئ أنها عبارة اختلقتها البطلة لكن شلوميت قالت كما قال عبد الحليم حافظ. 

الإسكندرية والمرأة المكلومة عاملان لم يتغيران في الرواية

تختلف العصور فى الرواية وتختلف الشخوص لكن شيئان مشتركان فى الرواية  لم يتغيرا وهما المكان المتمثل فى الإسكندرية التي تضج بالأحداث وكأنها محور العالم 
والمرأة المكلومة وهى محور الكون كله.

استندت  الكاتبة منى منصور فى روايتها الإسكندرية وقصة الأمس على ثلاث بطلات كما ذكرنا سالفا لكل بطلة حوارها الخاص فكلهن راوي بطل يحكى قصته بنفسه دون تدخل من الكاتبة التي لم تستخدم تقنية الراوي العليم.

لغة رصينة ومنضبطة

بحرفية شديدة استخدمت الكاتبة منى منصور لغة رصينة ومنضبطة فى روايتها الإسكندرية وقصة الأمس، حيث جاء الحوار باللغة العربية الفصحى التى تتميز بالرصانة كما انها لم تلجأ  إلى التقعر ولم تنزلق  إلى اللغة الدارجة او المفردات السطحية. 
 بالإضافة إلى اللغة الشعرية  التى كانت واضحة وشفافة تجمع بين التشبيهات والاستعارات. 

البعد النفسى للبطلات في الرواية

اعتمدت الكاتبة منى منصور بشكل كبير على البعد النفسى لبطلاتها فكل واحدة منهن لها قضيتها الخاصة بها،  فى زمنها الخاص رغم أن المشترك بين الثلاثة هو التيه الناتج عن العشق وكأن الكاتبة أرادت ان تقول لنا إن المرأة مقهورة على مدى العصور، لذا تداخل عصر شلوميت الذى ولدت فيه وهو العصر الحديث مع عصر قديم. فى ايماءة من الكاتبة أن الأزمنة تختلف لكن قهر  النسوة واحد. 

تفاصيل القصة

بشكل منفصل تحكى الكاتبة عن شلوميت وادورا وماريا السكندريات الثلاث،  وعلى استحياء جاءت معهم هيباتيا الفيلسوفة التى قتلت بسبب أرائها. 

شلوميت

 واحدة من عصرنا الحالي وجدت نفسها طريدة وجائعة فى زمن قديم، لذا سرقت رغيف خبز تسد به جوعها.

 فامسك بها بائع الخبز فضربها فأخذتها امرأة فى عصر كانت اليهودية هى الدين الأخير فى العالم، فأحبت شلوميت ابنها اسحق ولما عرفت أنها لن تتزوجه هربت إلى بيت غانية كفيفة وطيبة.

ادورا 

وهى البطلة الثانية والدها متجهم وأمها طيبة ولها أخت متمردة  بسبب عنف والدها، وكانت أدورا لا تنجب أو بالأحرى كان زوجها غير مكتمل الرجولة، وكانت اختها تحب زوج ادورا ولما استيأست اخطأت مع رجل تركها حبلى وهرب فادعت أدورا ان بنت اختها بنتها ولما عاد زوج ادورا من البحر بعد شهور صدق أن اللقيطة ابنته.

ماريا 

كانت أيضا بنت رجل غليظ المشاعر لها عمه تركها حبيبها وانصرف فانزوت على نفسها.، وكانت ماريا تحب العلم فوقف والدها حجر عثرة امام تعليمها. 

المرأة والرجل فى الرواية 

نلاحظ ان النسوة الثلاث كن مقهورات من الرجال تعرضن للأذى ولم يستطعن فعل شىء. ربما هذا هو المراد من رواية الإسكندرية وقصة الأمس، الذى أرادت الكاتبة منى منصور ان تقوله سواء اتفقنا معها أو اختلفنا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعطل رحلات الإقلاع والهبوط فى مطار بن جوريون بعد صاروخ يمنى
التالى وزير الخارجية يستعرض الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة