أكدت الدكتورة هدى رؤوف، رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن توقيت الهجوم الإسرائيلي على إيران يحمل دلالة واضحة، حيث جاء قبيل الجولة السادسة من المحادثات النووية التي كان مقررًا انعقادها في العاصمة العُمانية مسقط، مما يشير إلى نية إسرائيلية لإفشال المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن.
وأضافت، عبر مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الهجوم الإسرائيلي استهدف عددًا كبيرًا من المواقع داخل إيران، ولم يقتصر على المنشآت النووية، بل شمل أيضًا البنية التحتية التنظيمية والقيادية للنظام الإيراني، بما في ذلك اغتيال شخصيات رفيعة مثل علي شمخاني، وهو ما اعتبرته إعلانًا إسرائيليًا بإنهاء المسار السياسي والدبلوماسي.
وأشارت إلى أن الرد الإيراني قد يتخذ أشكالًا متعددة، من بينها توجيه ضربة عسكرية مباشرة، أو تحريك حلفاء طهران الإقليميين كالميليشيات العراقية والحوثيين، خاصة في ظل مخاوف إسرائيلية من تطور القدرات الصاروخية الإيرانية، التي قد تخترق منظومة القبة الحديدية وتستهدف مناطق استراتيجية داخل إسرائيل.
ونوهت إلى أن الهجوم يأتي في سياق تهديدات إسرائيلية سابقة، ويحمل رسالة واضحة بأن الخيار العسكري حاضر، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تؤكد أن المفاوضات لا تزال قائمة، مما يعكس تناقضًا في المواقف الغربية، ويضع علامات استفهام حول الدور الأمريكي.
وأردفت أن إيران، في ضوء هذا التصعيد، قد تعيد النظر في عقيدتها النووية، وربما تمضي قدمًا نحو تطوير برنامجها النووي لأغراض عسكرية، خاصة مع تنامي القناعة داخل طهران بأن التخلي عن هذا البرنامج سيجعل النظام عرضة لضربات عسكرية تهدف إلى إسقاطه.
وتابعت، أن إيران لن تدخل المفاوضات في موقع ضعف، خصوصًا بعد إعلانها الانسحاب من جولة مسقط، مرجحة أن تستغل طهران الهجوم الإسرائيلي سياسيًا في الداخل لتعزيز موقف التيار المتشدد على حساب الإصلاحيين، الذين كانوا يأملون في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، ويُحمّلون الآن مسؤولية ما حدث.