أقدمت عدة سفارات إسرائيلية حول العالم على إغلاق أبوابها أمام الجمهور، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل ليل الخميس/الجمعة، على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران. القرار الإسرائيلي بإغلاق بعثاتها الدبلوماسية أُعلن عبر رسائل رسمية نُشرت على مواقع السفارات في عدد من الدول، وأكدت الرسائل أن «في ضوء التطورات الأخيرة، ستُغلق البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم ولن تُقدَّم الخدمات القنصلية».
الدول التي طالتها هذه الإجراءات شملت فرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وروسيا، وأوكرانيا، وهولندا، والسويد، والنرويج، ونيجيريا، وغانا، ما يعكس حجم المخاوف الإسرائيلية من ردود فعل محتملة، سواء على المستوى الشعبي أو من قبل حكومات أو جهات أمنية في الخارج.
منشآت عسكرية ونووية
الهجوم الإسرائيلي الأخير استهدف منشآت عسكرية ونووية حساسة، أبرزها منشأة «نطنز»، إحدى الركائز الأساسية في برنامج إيران النووي، وأسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين. وقد ردّت القيادة الإيرانية بسرعة، حيث توعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن بلاده «ستجعل إسرائيل تندم» على ما وصفه بـ«العدوان الصارخ»، فيما صعّد المرشد الأعلى علي خامنئي من نبرة التهديد متوعدًا إسرائيل بـ«مصير مرير ومؤلم».
هذا التصعيد العسكري والدبلوماسي يأتي في سياق توتر متصاعد بين تل أبيب وطهران، يُضاف إلى مشهد إقليمي مضطرب بالفعل نتيجة الحرب المستمرة في غزة، والانخراط الإيراني في دعم قوى المقاومة في لبنان واليمن وسوريا.
الخطوة الإسرائيلية بضرب منشآت نووية تحمل طابعًا استباقيًا، يُفهم منها أن تل أبيب ترى في تقدم البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا يتطلب تدخلاً مباشرًا. غير أن هذا التصرف قد يفتح الباب أمام سلسلة من الضربات المتبادلة أو حتى نزاع إقليمي واسع، خاصة إذا ما تم استهداف مصالح إسرائيلية في الخارج كرد فعل إيراني.
أما على المستوى الدولي، فإن إغلاق السفارات يعكس إدراكًا إسرائيليًا لحجم المخاطر المحتملة، وقد يؤدي إلى تآكل الثقة الدبلوماسية بإسرائيل في عواصم كانت تقف إلى جانبها أمنيًا أو سياسيًا.
كما قد يُحرج حلفاءها الغربيين، الذين يدفعون باتجاه احتواء أي انفجار إقليمي جديد في ظل توترات قائمة مع روسيا والصين، وصراعات مفتوحة في أوكرانيا وغزة.