في خطوة تعبّر عن قلق متصاعد تجاه التطورات الأمنية المتسارعة في المنطقة، ترأس الشيخ أحمد العبد الله، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، اجتماعًا لمجلس الدفاع الأعلى صباح الجمعة في قصر بيان، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية. هذا الاجتماع الطارئ يأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية التي باتت تُلقي بظلالها على الأمن الوطني الكويتي، وتستدعي استعدادات غير اعتيادية.
الشيخ أحمد شدد، خلال الاجتماع، على ضرورة تضافر الجهود بين جميع أجهزة الدولة المعنية، والعمل وفق خطط الطوارئ المعتمدة، بما يعزز الجاهزية والاستجابة الفورية لأي طارئ. ويُفهم من ذلك أن الحكومة الكويتية تنظر بجدية إلى التطورات المحيطة، وتتحسب لاحتمالات متعددة تتراوح بين التصعيد العسكري، أو اضطراب الأمن الملاحي، أو حتى انعكاسات اقتصادية وأمنية مباشرة على الداخل الكويتي.
التحركات الحكومية
وفي موازاة التحركات الحكومية، أعلنت الإدارة العامة للطيران المدني في الكويت عن اتخاذ إجراءات استثنائية، تمثلت في تحويل بعض الرحلات، إلغاء أخرى، وإعادة جدولة عدد منها في مطار الكويت الدولي. وجاء هذا القرار نتيجة مباشرة للأوضاع الأمنية الإقليمية، بما يدل على أن المجال الجوي الكويتي بات تحت ضغط أو تهديد محتمل، ما دفع السلطات إلى التنسيق العاجل مع شركات الطيران لضمان سلامة الرحلات والمسافرين.
هذه التطورات تكشف عن يقظة كويتية واضحة، واستباق للتداعيات المحتملة للتصعيد الإقليمي. كما تعكس حجم التعقيد الذي بات يطبع المشهد في الخليج، خاصة مع تصاعد المخاوف من انزلاق بعض الجبهات المتوترة إلى مواجهات مباشرة، وهو ما يجعل الكويت – بسياساتها الحيادية تقليديًا – أمام اختبار حقيقي في إدارة التوازن بين الأمن الوطني ومقتضيات التهدئة الدبلوماسية.