«روشتة» عبور امتحانات الثانوية العامة دون أى أزمات أو مشاكل للطلاب

- الابتعاد عن أى مصدر ضوضاء وتشتيت خاصة التليفزيون ومباريات كرة القدم

تتصدر امتحانات الثانوية العامة، المقرر انطلاقها الأحد الموافق ١٥ يونيو الجارى، اهتمامات الغالبية من الأسر، فى ظل كون هذه المرحلة حاسمة فى مستقبل الطلاب، الذين يُمنون النفس بالالتحاق بالكليات التى يريدونها، بعد رحلة شاقة فى مراحل التعليم الأساسى على مدار سنوات.

ووجه خبراء تربويون واستشاريون فى مجال علم النفس مجموعة من النصائح لطلاب الثانوية العامة، وكذلك أولياء الأمور، تُمكنهم من عبور هذه الفترة إلى بر الأمان، دون أى أزمات أو عوائق. 

وقال الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، إن امتحانات الثانوية العامة فترة حاسمة، وتحتاج إلى مجهود استثنائى وتركيز مضاعف، إلى جانب اتخاذ مجموعة من الخطوات المهمة التى تساعد على تجاوز الضغط النفسى والعصبى.

وأوضح «حجازى» أن أولى هذه الخطوات هى ترتيب جدول المراجعة بشكل يتناسب مع ترتيب المواد فى جدول الامتحانات، بحيث تكون آخر مادة فى المراجعة أول مادة فى جدول الامتحان، لضمان استحضار المعلومات بالشكل الأمثل.

وأضاف الخبير التربوى: «ينبغى التركيز على معالجة نقاط الضعف، ومراجعة الأجزاء الصعبة فى كل مادة، وتنويع طرق وأساليب المذاكرة ما بين المراجعة البصرية والسمعية والحركية، لتثبيت المعلومات فى الذهن بأكثر من وسيلة».

ونبه إلى أهمية استخدام «الخرائط الذهنية الشاملة» فى مراجعة كل مقرر، سواء باستخدام «الذكاء الاصطناعى» أو من خلال تصميمها يدويًا، إلى جانب إنشاء عدد كبير من الأسئلة عن كل درس والإجابة عنها، ما يعزز من مهارة الفهم والاستيعاب، ويساعد فى توقّع شكل الأسئلة داخل اللجنة.

وشدد كذلك على ضرورة حل «النماذج الاسترشادية» تحت ظروف مشابهة للامتحان الفعلى، مع الالتزام بالوقت والتركيز التام، ومراجعة «كتيب المفاهيم» جيدًا لفهم محتواه دون إهدار الوقت فى حفظه.

ومن الناحية الصحية والنفسية، أشار الخبير التربوى إلى أهمية النوم العميق من ٧ إلى ٨ ساعات يوميًا، وتناول غذاء صحى متوازن، والابتعاد عن الوجبات الدسمة والمشروبات المنبهة، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة الخفيفة يوميًا لتصفية الذهن وتقليل التوتر.

وفى أيام الامتحانات، شدد «حجازى» على ضرورة النوم والاستيقاظ المبكر، وتناول إفطار صحى خفيف قبل التوجه إلى اللجنة، مع تجنب مراجعة أى معلومات جديدة، والاكتفاء بالمراجعة السريعة داخل اللجنة قبل تسليم ورقة الإجابة، دون الانشغال بالمراجعة أو النقاش بعد الخروج.

وحذر من محاولة مراجعة المادة بأكملها فى الليلة السابقة للامتحان، لأن هذا غير واقعى، ويؤدى إلى إرهاق العقل دون فائدة، مشيرًا إلى أن الأفضل هو التركيز على النقاط الأساسية والأجزاء الصعبة التى تتطلب تركيزًا أكبر.

من جهته، رأى الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن المرحلة الحالية لا تحتمل أى تغييرات فى أسلوب المذاكرة أو مصادر التحصيل، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بـ«خطة المذاكرة» التى سار عليها الطالب منذ بداية العام الدراسى.

وقال «فرويز»: «أهم حاجة دلوقتى إن الطالب يلتزم بالمصدر اللى بيذاكر منه، لو بدأ بكتاب معين أو ملزمة معينة، ما يغيّرش دلوقتى، لأنه أول مرة بياخد المعلومة من المصدر الأول بتترسّخ بشكل معين فى المخ، لكن لما يبدأ يغيّر المصدر ويحاول يراجع من حاجة جديدة، ده بيعمل تشويش ويضعف تركيزه، ويؤدى لضياع المعلومة وعدم تثبيتها».

وأضاف: «كمان لازم الطالب يبعد عن أى مصادر للضوضاء، سواء تليفزيون أو ماتشات كورة، زى مباريات الأهلى أو أى حاجة من النوع ده. لازم الأسرة توفّر جو هادى للطالب، وتبتعد تمامًا عن أى خلافات أسرية أو ضغط نفسى عليه.. مش مطلوب دلوقتى إننا نفتكر كل اللى صرفناه عليه أو نحمّله فوق طاقته».

ونبه «فرويز» إلى أهمية تنظيم أسلوب المذاكرة، قائلًا: «لو الطالب متعود يذاكر على المكتب أو حتى على السرير، ما يغيرش المكان أو الأسلوب فجأة، لأن التغيير بيأثر على التركيز، خصوصًا فى الوقت الحرج ده».

وشدد على أهمية التغذية السليمة: «لازم نوفر للطالب أكل غنى بالسعرات ويزود التركيز، زى اللحوم الحمراء وصدور الفراخ والأسماك، والحاجات اللى فيها أوميجا ٣، مقابل تقليل الدهون والوجبات الثقيلة التى يمكن أن تسبب نوعًا من الخمول».

وأضاف: «الطلاب لازم يبدأوا يثبّتوا مواعيد نومهم من دلوقتى، لازم يناموا الساعة ١١ مساءً ويصحوا ٦ أو ٧ صباحًا، علشان يتأقلم جسمهم مع ميعاد الامتحان اللى بيبدأ ٨ صباحًا. نظام السهر والنوم فى النهار مش هينفع، لأنه بيأثر على نسبة الدوبامين، وبيزيد من التوتر وعدم التركيز، وده ممكن يؤدى لألم نفسى حاد يوم الامتحان».

من جهته، أكد الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، أهمية أن يبتعد الطلاب عن أى أحاديث سلبية تتعلق بصعوبة الامتحانات، إذ إنها تضعف عزيمتهم وتزيد مشاعر القلق والتوتر.

كما نصح «شوقى» الطلاب بضرورة التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى خلال هذه الفترة، حتى لا تشتت انتباههم.

وشدد على أهمية أن يتحلى الطالب بالثقة فى نفسه وفى قدراته، وكذلك الثقة فى عدالة الله، وفى أنه سيصل إلى النجاح والتفوق الذى يستحقه ما دام قد اجتهد وسعى.

وطمأن الطلاب بأن امتحانات هذا العام ستكون أقل من حيث الضغوط النفسية مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك فى ضوء تقليص عدد الامتحانات والمقررات الأساسية إلى خمس مواد فقط، ما يمنحهم فرصة أكبر للتركيز والاستعداد الجيد.

ودعا إلى أن ينظر الطالب إلى فترة الامتحانات باعتبارها نهاية سعيدة لعام دراسى طويل وملىء بالمجهود، مؤكدًا: «عليه أن يضع فى اعتباره أنه قادر على تحقيق النجاح والتفوق مثل آلاف الطلاب الذين سبقوه».

كما أوصى بعدم مراجعة الدروس من مصادر جديدة لم يعتد عليها الطالب طوال العام الدراسى، حتى لا يقع فى فخ التشتت والارتباك، مع أهمية تخصيص وقت مناسب لمراجعة الدروس الصعبة، مع الاكتفاء بمراجعة سريعة للدروس السهلة لضمان التوازن.

وأشار إلى أن أخطر الأخطاء التى يقع فيها بعض الطلاب هو الاستخفاف بالمواد غير المضافة إلى المجموع، موضحًا أن التعامل مع هذه المواد باعتبارها غير مؤثرة قد يقود إلى نتائج كارثية مثل دخول الدور الثانى أو الرسوب، لأن النجاح فيها شرط أساسى للانتقال إلى المرحلة الجامعية.

وفى السياق ذاته، قالت داليا الحزاوى، الخبيرة الأسرية، إن توتر الطلاب شعور طبيعى إذا ظل فى حدوده المقبوله، إلا أن المبالغة فيه قد تؤثر سلبًا على مستوى تركيز الطالب داخل اللجنة، وتُربكه أثناء الإجابة، وهو ما يجب الانتباه له فى تلك المرحلة الحساسة من حياة كل أسرة.

وأوضحت «الحزاوى» أن وزارة التربية والتعليم قد وفّرت هذا العام عددًا كبيرًا من النماذج الاسترشادية، وهى خطوة جيدة تسهم بشكل فعال فى تقليل حالة التوتر لدى الطلاب، إذ تتيح لهم فرصة التدريب العملى على شكل ونمط الأسئلة المتوقعة، ما يجعلهم أكثر استعدادًا وثقة عند دخول اللجنة.

كما شددت على أهمية أن يطّلع الطالب على كتيبات المفاهيم المتاحة على موقع الوزارة الإلكترونى، ليألف محتواها ويعتاد استخدامها، خاصة أن هذه الكتيبات ستكون متاحة أمامه أثناء الامتحان، وإذا لم يكن معتادًا عليها، سيضيّع وقتًا ثمينًا فى البحث داخلها.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اغتيالات العلماء.. السلاح الخفي في مواجهة الطموحات النووية
التالى عاجل.. سقوط صواريخ إيرانية على 9 مواقع إسرائيلية