من صان الحجر إلى محافظة الجيزة، وتحديدا الساحة الخارجية للمتحف المصري الكبير، تقف المسلة المعلقة في شموخ وهيبة أمام واجهة المتحف لتستقبل الزوار بمختلف لغات العالم.
المسلة المعلقة أمام المدخل الرئيس للمتحف
تعد المسلة المعلقة أول مسلة من نوعها في العالم، حيث تم تصميمها بأسلوب فريد يتيح للزوار رؤية خرطوش الملك رمسيس الثاني المحفور على باطن المسلة، والذي ظل مخفيا لأكثر من 3500 عام، وتتواجد المسلة المعلقة أمام المدخل الرئيس للمتحف المصري الكبير، وفي البهو الخارجي على مساحة تبلغ 28 ألف متر مربع.
يمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع -حوالي 117 فدانا-، مما يجعله أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، ويقع المتحف على هضبة الجيزة، على بعد 2 كيلومتر من أهرامات الجيزة، مما يوفر إطلالة بانورامية على الأهرامات الثلاثة، وتبلغ المساحة البنائية للمتحف حوالي 48000 متر مربع، مع تخصيص 168000 متر مربع لمناطق العرض المتحفي ومن المقرر افتتاح المتحف رسميا في حفل مهيب يشهده عدد كبير من الضيوف حول العالم في الثالث من يوليو المقبل.
قاعدة زجاجية
تم تعليق المسلة على أربعة أعمدة، مع قاعدة زجاجية تسمح للزوار بالوقوف أسفلها والنظر إلى الأعلى لرؤية الخرطوش الملكي، ويخلق هذا التصميم تجربة بصرية ووجدانية فريدة، حيث يشعر الزائر بالتواصل المباشر مع التاريخ العريق، وصممت القاعدة بوزن 300 طن لضمان استقرار المسلة، مع مراعاة الحماية من الاهتزازات والزلازل.
صان الحجر
تم اكتشاف المسلة في منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية، وهي منطقة تاريخية تعرف أيضا باسم "تانيس"، ونقلت المسلة إلى المتحف المصري الكبير في منتصف عام 2018، وكانت مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، ويبلغ طول المسلة المعلقة حوالي 16 متراً، ويقدر وزنها مع القاعدة بنحو 110 أطنان.
وأجريت عليها دراسات هندسية وأثرية دقيقة، وتم ترميمها وتجميعها لتصبح وحدة واحدة، وقد شارك في هذه العملية فريق من المرممين بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث أجريت دراسات لتحديد أفضل أساليب التثبيت والتدعيم.
تتزين قاعدة المسلة بكلمة "مصر" مكتوبة بجميع لغات العالم، في رسالة ترحيب بالزوار من مختلف الثقافات. كما تم استخدام نظام حماية دقيق للغاية لجسم المسلة من الاهتزازات، لضمان سلامتها على المدى الطويل.
يضم المتحف أكثر من 100000 قطعة أثرية، تغطي فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني.
ومن أبرز المجموعات المعروضة، مجموعة توت عنخ آمون حيث يتم عرض 5398 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، بما في ذلك المقاصير والتوابيت الذهبية، لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
الدرج العظيم
وأيضًا الدرج العظيم الذي يحتوي على 87 قطعة أثرية ضخمة، منها تماثيل لملوك مثل تحتمس الثالث وأمنحتب الثالث، موزعة على ستة مستويات بارتفاع يوازي ستة أدوار.
كما يحتوي المتحف على 12 قاعة عرض بمساحة إجمالية تبلغ 18000 متر مربع، تعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة.
إضافة إلى متحف الطفل بمساحة 5000 متر مربع، يهدف إلى تعليم الأطفال عن الحضارة المصرية من خلال وسائط متعددة ونماذج تفاعلية، كما بالمتحف المصري الكبير تسع قاعات، منها القاعة الكبرى متعددة الاستخدامات بمساحة 3000 متر مربع، تسع 900 فرد، وقاعة عرض ثلاثية الأبعاد بسعة 500 فرد.

