أكدت النائبة في البرلمان التونسي فاطمة المسدي، أن ما تسمى قافلة الصمود، يقودها الإخوان بجميع فروعهم الباحثين عن متنفس سياسي، فيُعيدون تلميع أنفسهم عبر بوابة فلسطين، بعد أن فقدوا شرعيتهم في تونس ومصر وسوريا.
قافلة تهجير الفلسطينيين
وأوضحت "المسدي" في منشور لها عبر صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك" أن الإخوان يسوقون لقافلة صمود على أنها قافلة إنسانية ولكن الهدف الحقيقي هو تسهيل التهجير الناعم للفلسطينيين من غزة.
وتابعت: "أعلم أن بين المشاركين في قافلة "صمود" تونسيين نُبلاء تحرّكهم نية صافية ونخوة إنسانية تجاه ما يتعرّض له أهلنا في غزة ولهم مني كل الدعم"، مضيفة: "لكن حسن النية لا يعفي من ضرورة الوعي بطبيعة ما يُحاك في الكواليس".
وقالت: "لن أزايد على وطنية أي تونسي أو تونسية وكلنا ندعم القضية الفلسطينية، ولكن من واجبي كنائبة أن أضع الإصبع على موطن الخطر، حين يُستثمر هذا التعاطف في مشروع سياسي خطير يتقاطع مع الأجندة الصهيونية".
ولفتت النائبة في البرلمان التونسي إلى أن الإخوان اليوم لا يدعمون فلسطين... بل يُستعملون لتفكيكها، وتحت شعار "فتح معبر رفح"، يسوّقون الاخوان لقافلة "صمود" كعمل إنساني، بينما الهدف الحقيقي هو تسهيل التهجير المنظّم للفلسطينيين من غزة.
ونوهت إلى أن تحويل الفلسطيني من صاحب أرض إلى لاجئ دائم، يُؤجّر له مكان على حدود وطنه، بينما يُترك الاحتلال يرتّب المشهد من الداخل، وهذا المخطط لا يُنفّذ بالقنابل فقط، بل باللافتات الإنسانية أيضًا.
وأشارت إلى أن ما تفعله هذه القافلة، عن وعي أو عن غفلة، هو تقديم الغطاء الشعبي العربي لتكريس هذا التهجير الناعم، بدفع الآلاف إلى مغادرة غزة تحت عنوان "الممر الآمن".
الإخوان يقودون قافلة الصمود
وأما عمن يقود هذه الحملة، فأكدت النائبة فاطمة المسدي، أنهم الإخوان بجميع فروعهم، الذين يبحثون عن متنفس سياسي، فيُعيدون تلميع أنفسهم عبر بوابة فلسطين، بعد أن فقدوا شرعيتهم في تونس ومصر وسوريا، لكن فلسطين لا تحتاج لوسطاء مأزومين، بل إلى مواقف سيادية وشعوب يقظة.
وتابعت "أقولها اليوم بوضوح، كل عبور لا يُؤمّن حق العودة هو مساهمة في التهجير، وكل معبر يُفتح بلا ضمانات وطنية، هو بوابة لتصفية ما تبقى من حلم التحرير، وليست هذه قافلة "صمود" بالنسبة للإخوان، بل قافلة استثمار سياسي مفضوح، تستعمل الشعور النبيل كأداة لتمرير مخطط خبيث.
وانطلقت قافلة الصمود من تونس مرورا بليبيا وينتظر وصولها إلى الحدود المصرية الليبية خلال ساعات، وتضم أفراد من تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا، والهدف المعلن لها هو الوصول إلى معبر رفح بزعم كسر الحصار عن قطاع غزة.
موقف مصر من قافلة الصمود
وكانت وزارة الخارجية أصدرت بيانا مساء أمس الأربعاء، أكدت فيه أن مصر ترحب بالمواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية، والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
وأشار بيان الخارجية إلى أن استمرار مصر في العمل على كافة المستويات لإنهاء العدوان علي القطاع، والكارثة الإنسانية التي لحقت بأكثر من ٢ مليون من الاشقاء الفلسطينيين.
وأضاف البيان: "في هذا السياق، وفي ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تُؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات".

وتابع "السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب علي غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات الى وزارة الخارجية علمًا بأنه سبق وان تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود أجنبية، سواءً حكومية او من منظمات حقوقية غير حكومية".
وأكدت مصر في بيان الخارجية أهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية التي تم وضعها، وذلك لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة، وتؤكد في هذا الصدد أنه لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة في هذا الخصوص.
وأشار البيان إلى أهمية التزام مواطني كافة الدول بالقوانين والقواعد المنظمة للدخول إلى الأراضي المصرية، بما في ذلك الحصول على التأشيرات أو التصاريح المسبقة والمنظمة لذلك.
وشددت مصر خلال البيان علي موقفها الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه والرافض للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتؤكد على أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع والسماح بالنفاذ الإنساني من كافة الطرق والمعابر الإسرائيلية مع القطاع.