دخلت النمسا في حداد وطني وأُقيمت وقفات تأبينية في مدينة جراتس، مع ظهور تفاصيل جديدة حول نوايا الشاب المسلح الذي هاجم مدرسته السابقة.
وقالت الشرطة إن الشاب، البالغ من العمر 21 عاماً، والذي أطلق النار وقتل 10 أشخاص بينهم طلاب ومعلمة في مدرسته السابقة بمدينة جراتس قبل أن ينتحر، كان قد خطط لتفجير عبوة ناسفة محلية الصنع في المدرسة.
صنع قنبلة انبوبية
وأوضحت السلطات الأمنية، الأربعاء، أن الشاب الذي عُرِف في وسائل الإعلام المحلية باسم آرثر "أ" صنع قنبلة أنبوبية لكنه «تخلى عن خطته لاستخدامها» خلال الهجوم الذي وقع صباح الثلاثاء.
وفي رسالة انتحار تركها لعائلته، قال إنه تصرف بـ«إرادته الحرة».
وأشارت الشرطة إلى أن الشاب، الذي ترك المدرسة قبل عامين دون أن يُكمل دراسته، قدّم اعتذاره لوالديه وإخوته الأكبر سناً، لكنه لم يوضح دوافعه لارتكاب المجزرة.
وقع إطلاق النار، الذي اعتُبر الأسوأ في تاريخ النمسا الحديث بعد الحرب العالمية، خلال 17 دقيقة فقط من صباح الثلاثاء، تزامناً مع بدء الحصة الثالثة من اليوم الدراسي، في وقت كان العديد من الطلاب يخضعون للامتحانات.
وروى شهود عيان أن المهاجم أطلق النار من بندقية على أبواب الصفوف، ثم استخدم مسدساً لإطلاق النار على الضحايا. وأُمر التلاميذ بالارتماء أرضاً واستخدام الكراسي لتثبيت الأبواب.
وصلت الشرطة إلى مكان الحادث عند الساعة 10:06 صباحاً، بعد تلقي بلاغ من سيدة تقطن بجوار المدرسة سمعت طلقات نارية في تمام الساعة 10:00.
وقالت تقارير إن والدة القاتل أبلغت الشرطة بعد 24 دقيقة من تلقيها مقطع فيديو وداعياً من ابنها، إلا أن الهجوم كان قد بدأ بالفعل.
ومن بين الضحايا التسعة الذين قُتلوا داخل المدرسة، ستة إناث وثلاثة ذكور، جميعهم طلاب نمساويون تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، بالإضافة إلى طالب بولندي.
كما توفيت المعلمة، البالغة من العمر 59 عاماً، مساء الثلاثاء متأثرة بجراحها.
ووفقاً للتقارير، فإن القاتل كان منعزلاً، لا يملك أي حضور على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن لديه سوى صديق واحد. وقد أنهى حياته داخل مبنى المدرسة، حيث عثرت عليه الشرطة المسلحة داخل دورة مياه.
وأكدت الشرطة أن المهاجم كان يمتلك بندقية صيد ومسدساً من نوع "غلوك" بصورة قانونية، ونجح في اجتياز الفحص النفسي القياسي اللازم لامتلاك السلاح.
وأثار الحادث نقاشاً حاداً في النمسا حول قوانين امتلاك السلاح، حيث تُعد من أكثر الدول الأوروبية انتشاراً للأسلحة النارية، ويستطيع معظم من يبلغون 18 عاماً شراء الأسلحة بسهولة.
وتُشير الإحصائيات إلى امتلاك سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 9 ملايين نسمة، لأكثر من مليون قطعة سلاح مُسجلة، فيما يُرجّح الخبراء أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
أما القنبلة الأنبوبية التي عُثر عليها مساء الثلاثاء في شقة المهاجم التي يسكنها مع والدته، فقد تبيّن أنها غير فعّالة. لكن الشرطة قالت إنها تعتقد أن الشاب كان ينوي استخدامها خلال الهجوم على المدرسة.