أكد النائب فرج فتحي فرج، عضو مجلس الشيوخ، أن جماعة الإخوان الإرهابية ارتكبت خلال عام واحد من حكمها لمصر سلسلة من الجرائم السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي هددت كيان الدولة، وسعت بشكل ممنهج إلى الهيمنة على مؤسسات الحكم وتقويض أركان الدولة الوطنية، وهو ما دفع الشعب المصري للخروج في ثورة تاريخية في 30 يونيو 2013 لإنقاذ البلاد من مصير مجهول.
وقال "فرج"، إن الجماعة حاولت منذ اليوم الأول لوصولها إلى سدة الحكم فرض مشروعها الإقصائي الذي لا يعترف بالتعددية أو المواطنة، بل يقوم على الولاء للتنظيم فقط، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القضاء والإعلام والأمن والاقتصاد، كانت هدفا مباشرا لمخطط الأخونة، من خلال تعيين كوادر تنظيمية لا تملك الكفاءة، وإنما تدين بالولاء للتنظيم الدولي للجماعة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن الجماعة مارست الإقصاء بحق المعارضين، وفتحت المجال أمام التنظيمات المتطرفة، خاصة في سيناء، وهو ما تسبب في انفلات أمني خطير وظهور بؤر إرهابية تحولت لاحقا إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين والعسكريين على حد سواء، لافتا إلى دعم الجماعة علنا للجماعات المسلحة والميليشيات التي حاولت فرض سيطرتها على الشارع المصري، بالإضافة إلى استخدام الخطاب الديني لتبرير ممارساتها السياسية الفاشلة، ولتخويف المواطنين من المعارضين، وهو ما ساهم في زيادة الاستقطاب المجتمعي وتفكك النسيج الوطني، في وقت كانت مصر فيه بحاجة ماسة إلى التكاتف والاستقرار.
وأضاف "فرج"، أن الإخوان حاولوا هدم مؤسسات الدولة من الداخل، من خلال التحريض المستمر على أجهزة الأمن، ومحاولات إسقاط القضاء، والتدخل في الإعلام، فضلا عن فشلهم في إدارة الاقتصاد، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة في الوقود والكهرباء والسلع الأساسية، وانتشار العنف والانفلات في الشوارع، مؤكدا أن الشعب المصري بحسه الوطني العميق، أدرك خطورة بقاء هذه الجماعة في الحكم، خاصة مع انكشاف مخططاتها لبيع مقدرات الدولة والتواصل مع قوى خارجية بشكل يهدد السيادة الوطنية، وهو ما دفع الملايين للنزول في مشهد استثنائي يوم 30 يونيو، مطالبين الجيش والشرطة بحماية الوطن من الانهيار.
وأكد النائب فرج فتحي فرج، أن ثورة 30 يونيو كانت ملحمة شعبية واعية للدفاع عن هوية الدولة المصرية، واستعادة مسارها الوطني بعد عام من الظلام، مشيرا إلى أن ما تحقق بعد إسقاط الجماعة هو ثمرة إرادة شعبية صلبة، ووعي جماهيري رفض التلاعب بمقدراته أو المتاجرة بالدين من أجل أهداف سياسية مشبوهة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الوعي الوطني وتعزيز الذاكرة الجمعية للشعب المصري بما جرى في ذلك العام الأسود، حتى لا تتكرر تلك التجربة، فضلا عن توثيق جرائم الإخوان وتاريخهم الدموي من أجل الأجيال القادمة، ولحماية الدولة من أي محاولات لاختراقها مستقبلا.