قال الكاتب الصحفي إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، إن سياسة جماعة الإخوان منذ اللحظة الأولى لوصولهم للسلطة كانت سببًا رئيسيًا في التعجيل باندلاع ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن الجماعة افتقرت للحكمة وتورطت في إقصاء الحلفاء قبل الخصوم.
وأوضح الكتاتني، خلال مداخلة لبرنامج "إكسترا لايف"، أن "غباء الإخوان المستحكم" لعب دورًا محوريًا في سقوطهم، إلى جانب تعاملهم بغرور وتجاهلهم لقواعد الوفاء السياسي حتى مع من دعمهم تحت شعار "عصير الليمون".
وأضاف أن الجماعة لم تكن تؤمن بوطن من الأساس، ولم تلتزم بقيم دينية حقيقية رغم شعاراتها الإسلامية، بل استخدمت الدين مطية للوصول إلى السلطة، واصفًا أداء محمد مرسي، الرئيس الأسبق، بأنه كان ضعيفًا وغير مقنع، وقال إن الجماعة كانت تعتبر مصر مجرد "ملف" في يد مكتب الإرشاد الذي كان يديره فعليًا القيادي خيرت الشاطر.
وأشار الكتاتني إلى أن الإخوان مجرد "جماعة وظيفية" تخدم مخططات خارجية كبرى، وعلى رأسها مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي بدأ باحتلال العراق عام 2003، وتم استكماله عبر موجات الربيع العربي، موضحًا أن سقوط حكم الإخوان أفشل واحدة من أبرز محطات هذا المخطط، بفضل وعي الشعب وقوة الجيش المصري.
وأكد الكتاتني أن الجماعة تحولت إلى العنف بعد سقوطها لأن العنف متجذر في أدبياتها منذ التأسيس، بدءً من شعاراتها التي تمجد "الجهاد والموت" وصولًا إلى تشكيل "النظام الخاص" في ثلاثينيات القرن الماضي، مضيفًا أن تاريخ الإخوان منذ عام 1928 حافل باستخدام السلاح والاغتيالات، وليس كما تدعي أنها ضحية أو جماعة دعوية سلمية.
وقال الكتاتني إن سنة حكم الجماعة كشفت حقيقتهم أمام الرأي العام، وأسقطت الأسطورة التي لطالما تغنوا بها في المعارضة، مشيرًا إلى أن سقوطهم كان نعمة لأنه أظهر تناقضهم الصارخ بين الشعارات والممارسة، خاصة بعد انكشاف تلاعبهم بالنصوص الدينية بما يخدم مصالحهم السياسية الضيقة.
