الركبة هي من أكثر المفاصل عرضة للإصابات والمشكلات، ومن بينها كيسة بيكر، التي قد لا تبدو خطيرة في ظاهرها، لكنها قد تخفي وراءها دلالات طبية مهمة تستدعي الانتباه، وتُعرف كيسة بيكر بأنها تورم يظهر في الجهة الخلفية من الركبة، ناتج عن تجمع السوائل الزلالية في هذا الجزء من المفصل.
وتبرز “البوابة نيوز” كل ما تريد معرفته عنه وفقا لـ clevelandclinic
وغالبًا ما يكون هذا التجمع نتيجة التهابات مفصلية مثل الفصال العظمي أو التهاب المفاصل الرثياني، أو حتى بسبب تمزق في أحد الأربطة أو الغضاريف الداخلية، ورغم أن كيسة بيكر غالبًا ما تكون حميدة ولا تنذر بوجود ورم سرطاني، إلا أن التشخيص الطبي ضروري لتأكيد السبب، خصوصًا أنها قد تتشابه في أعراضها مع حالات خطرة مثل التخثر الوريدي العميق (DVT)، والذي يتطلب تدخلاً فورياً.
من أبرز أعراض كيسة بيكر:
ظهور انتفاخ خلف الركبة، يصاحبه في بعض الأحيان ألم أو شعور بتيبس المفصل.
بعض المرضى لا يشعرون بأعراض على الإطلاق، ولا يُكتشف الأمر إلا أثناء إجراء فحوصات لحالة أخرى في الركبة.
أما عن الأسباب، فهي متعددة:
إذ يمكن لأي إصابة متكررة أو ضغط متواصل على المفصل أن تؤدي إلى هذا التورم، وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا إصابات الرياضيين، أو حالات الالتواء والتمزق، أو حتى الإجهاد المتكرر لدى كبار السن أو من يقضون ساعات طويلة في الوقوف أو المشي.
طرق التشخيص تعتمد على الفحص السريري أولاً، مع الاستعانة بأدوات التصوير مثل الأشعة فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي للتأكد من طبيعة الكتلة وتحديد ما إذا كانت فعلاً كيسة بيكر أو حالة أخرى.
العلاج:
يركز عادةً على معالجة السبب الرئيسي؛ فإذا زالت المشكلة المسببة، غالبًا ما تختفي الكيسة تلقائيًا. وفي الحالات البسيطة، يُنصح باتباع بروتوكول الراحة والتبريد والضغط ورفع القدم. أما في حالات الألم الشديد أو التأثير على الحركة، فقد يوصى بالعلاج الطبيعي أو حتى التدخل الجراحي في بعض الحالات النادرة.
وتبقى الوقاية هي الخيار الأفضل دائمًا، من خلال تجنّب إجهاد المفاصل، استخدام معدات حماية مناسبة أثناء ممارسة الرياضة، والحصول على فترات راحة كافية خلال النشاط البدني. كذلك من الضروري مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي انتفاخ غير طبيعي أو تغيّرات في مفصل الركبة.
كيسة بيكر ليست دائمًا مدعاة للقلق، لكنها رسالة واضحة من الجسم تطلب العناية والانتباه. فلا تهملها، خصوصًا إذا رافقتها أعراض غير اعتيادية.