أكد الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، أن ما يجري في قطاع غزة يشكل إحدى أعقد المآسي الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، حيث يسقط أعداد هائلة من الضحايا المدنيين.
رئيس أوزبكستان يدعو إلى تسوية عادلة
ودعا إلى ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
منتدى طشقند الدولي للاستثمار
جاءت تصريحات «ميرضيائيف» خلال كلمته الافتتاحية في منتدى طشقند الدولي للاستثمار، الذي عقد، أمس الثلاثاء، بحضور عدد من كبار المسؤولين وقادة الدول.
وأشار الرئيس الأوزبكي إلى أن العالم يواجه تحديات متصاعدة تؤثر بشكل مباشر على مسارات السلام والتنمية المستدامة، موضحًا أن الإنفاق العسكري العالمي ارتفع بمقدار مرة ونصف مقارنة بعام 2010، ليصل إلى 2.3 تريليون دولار، وهو ما يفرض ضغوطًا كبيرة على الاستثمارات والموارد المالية العالمية.
أوزبكستان تدعم الاستقرار وتسعى لتعزيز التعاون الإقليمي
وأكد ميرضيائيف أن بلاده تضع قضايا السلام والعدالة والكرامة الإنسانية في صلب سياساتها، مشيرًا إلى دعم طشقند للمبادرات الدبلوماسية الجارية بشأن الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك المحادثات الجارية في إسطنبول.
وفيما يتعلق بأفغانستان، شدد الرئيس على أهمية إنهاء عزلة الحكومة الحالية من أجل تحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد، مشيرًا إلى رغبة أوزبكستان في تعزيز التعاون مع جيرانها في وسط آسيا.
ودعا جميع المشاركين في المنتدى إلى العمل المشترك لمعالجة الأزمات السياسية والإنسانية، مشيرًا إلى أن السلام يمثل أساسًا متينًا لازدهار الاستثمار والتنمية الاقتصادية.
إصلاحات اقتصادية وطموحات استثمارية
وأوضح «ميرضيائيف»، أن أوزبكستان تسير نحو مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي ليبلغ 200 مليار دولار بحلول عام 2030، بعد أن بلغت صادراتها 27 مليار دولار في العام الماضي. وأشار إلى أن منتدى طشقند ساهم في تحسين مؤشر الحرية الاقتصادية لبلاده بمقدار 48 نقطة خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وأضاف أن الاقتصاد الأوزبكي يمر بمرحلة تحول نوعي، لاسيما في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، ما يدفع نحو تسريع الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، حيث استقطبت البلاد استثمارات أجنبية مباشرة تقدر بنحو 6 مليارات دولار في هذا المجال.
وتابع بأن إنتاج الكهرباء ارتفع من 59 إلى 82 مليار كيلووات/ساعة، مع خطط لبلوغ 120 مليار كيلووات/ساعة بحلول 2030، على أن تُولد 54% من هذا الإنتاج من مصادر الطاقة المتجددة.
خصخصة البنية التحتية الرقمية والطاقة
وكشف «ميرضيائيف» عن خطط لتحديث شبكة الكهرباء الوطنية، مشيرًا إلى بدء خصخصة شبكة مدينة سمرقند هذا العام، وطرح ثماني مناطق أخرى في العام المقبل، بالإضافة إلى إصدار شهادات خضراء وتراخيص لتجارة الكربون.
وفي المجال الرقمي، أكد الرئيس أن الرقمنة أصبحت ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث بلغت صادرات تكنولوجيا المعلومات مليار دولار، مع أهداف لتوسيع هذا القطاع بحلول عام 2030.
وأشار إلى أن بلاده ستؤسس منصة وطنية للحوسبة السحابية و20 مركز بيانات جديد، كما سيتم تطوير نموذج وطني للذكاء الاصطناعي يعكس الثقافة والتقاليد الأوزبكية.
انفتاح على الاقتصاد العالمي وموارد معدنية هائلة
أعلن ميرضيائيف أن أوزبكستان تعمل حاليًا مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتقييم منظومتها المالية، مضيفًا أن بلاده تسعى للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية من خلال إصلاحات في قوانين البنوك والتأمين وأسواق المال.
وأشار إلى أن البلاد أطلقت منصات للأمن السيبراني ورؤوس الأموال المجازفة لتشجيع ريادة الأعمال والاستثمار.
وفي إطار الثورة الصناعية الرابعة، أكد «ميرضيائيف» أن أوزبكستان تمتلك احتياطيات ضخمة من المعادن التكنولوجية تُقدر قيمتها بـ 3 تريليونات دولار، ما يؤهلها لأن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج المعادن ذات القيمة المضافة. وكشف عن مبادرة تعفي المستثمرين الأجانب من الإيجار لمدة 10 سنوات في حال تنفيذ مشروعات في هذا القطاع الواعد.