"صعود ثم أوفول".. مصير الروايات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي

منذ إعلان روبن سلون في عام 2018 عن كتابة أول رواية كاملة بـ الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ صدرت تحت عنوان "مستر. بنامبريس 24-أور بوكستور"، وهو ما فتح مجالًا من النقاشات العالمية حول قدرة الآلة على كتابة رواية، وتخوفات حول مصير الإنسان البشري في المجال الإبداعي ككل، وسرعان ما انتقلت دعوة "سلون" إلى دور نشر مصرية وعربية حيث الإعلان عن صدور أول روايات عربية كُتبت بـ الذكاء الاصطناعي وهو ما شهده عام 2024، ومع مرور الوقت تراجع تحمس دور النشر المصرية والعربية نحو إصدار هذا النوع من الأعمال الأدبية التي تعتمد على التقنية حتى يمكننا أن نصف هذه الظاهرة بأنها أصبحت في محل أفول بعد صعود، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.

ومنذ عام 2018 وحتى 2023 تطور أمر الرواية المكتوبة بواسطة التقنيات بسرعة تتساوى مع التطورات التكنولوجية المذهلة؛ حيث استخدم مؤلف خيال علمي الذكاء الاصطناعي يدعى "تيم باوتشر" تطبيق "تشات جي بي تي" و(المحول التوليدى مُسبَق التدريب ) لكتابة ما يقرب من 100 كتاب في أقل من عام.

وبحسب صحيفة نيويورك بوست، قال "باوتشر"، إنه استخدم التكنولوجيا الذكية لنشر 97 رواية صغيرة خلال الأشهر التسعة الماضية.

عام 2024.. ظهور أول رواية عربية مكتوبة بالذكاء الاصطناعي

وفي عام 2024؛ أعلن الكاتب أحمد لطفي عن إصدار أول رواية عربية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فكانت رواية "خيانة في المغرب" نتاج حوار بين، و"تشات جي بي تي"، وهي رواية موجّهة للقراء لليافعين.

وفي نفس العام، أعلن كاتب آخر هو محمد أحمد فؤاد عن إصدار رواية بعنوان "حيوات الكائن الأخير"، وصفها ايضًا بأول رواية عربية كتبها الذكاء الاصطناعى.

الأمر لم يقتصر على ما اعلنه كل من الكاتبين أحمد لطفي، ومحمد أحمد فؤاد؛ بل أمتد لكاتب شاب آخر يدعي  محمد عبد الله حمودة حيث أعلن في نفس العام عن إصدار  أول بصمة بكتابة رواية بالذكاء الاصطناعي تحت عنوان “ماذا لو أخطأ شامبليون”.

انتشار كتب وروايات كُتبت بواسطة الذكاء الاصطناعي في معرض القاهرة للكتاب

في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 55 لعام 2024 انتشرت الكتب التي تتحدث عن الذكاء الاصطناعي، وظهرت الروايات المكتوبة بواسطة تطبيقات الدردشة الآلية؛ ومع ذلك تراجعت الأعمال الروائية المصرية والعربية التي هي نتاج حوار بين "تشات جي بي تي" أومؤلف بشري.

دراسة: الروايات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي متشابهة بصورة أكبر من الروايات التي يكتبها كتاب بأنفسهم

وسرعان ما تراجع إقبال دور النشر المصرية والعربية على التعاون مع "تشات جي بي تي" في إنتاج أعمال أدبية مكتوبة بواسطته بإشراف بشري؛ قد يكون السبب وراء ذلك أن كتاب الروايات بشكل عام والروايات الخيالية على نحو خاص الذين يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة رواياتهم ينتهي بهم المطاف إلى إنتاج أعمال متشابهة بصورة أكبر مما يمكن أن يحدث في حال الروايات التي يكتبها كتاب بأنفسهم، وهي نتيجة توصلت إليها دراسة أكاديمية لعدد من الباحثين من جامعتي لندن كوليدج؛ نشرت نتائجها العام الماضي في دورية “ساينس أدفانسس” شملت حوالي 900 شخص ثلثهم من الكتاب والباقي من النقاد.