"داخل مسجد".. كاميرات المراقبة تكشف لغز جريمة بشعة ارتكبتها أم فى المنوفية

كان مساء الأربعاء هادئًا في قرية كفر الغريب، جنوب محافظة المنوفية، أذّن العصر، واصطف المصلون كعادتهم داخل مسجد "بدر" القريب من محطة القطار لا شيء غير معتاد.. حتى ساد صمت ما بعد الصلاة، تخلله صوت بكاء خافت.

كان الصوت يأتي من وراء أحد الأعمدة في الركن الخلفي للمسجد اقترب أحدهم بقلق، ليجد ما لم يتوقعه أحد: طفل رضيع ملفوف في بطانية رقيقة، يبكي وحده.

في لحظة تغير كل شيء

الدهشة تحولت إلى قلق، والقلق إلى أسئلة. من هذا الطفل؟ من تركه هنا؟ ولماذا؟ أُبلغت الشرطة، وسرعان ما حضرت قوة من مركز شرطة أشمون، وبدأت التحقيقات في واحدة من أغرب القضايا التي عرفتها القرية الصغيرة.

التحريات بدأت من المسجد، الكاميرات المثبتة في الشوارع المحيطة التقطت مشهدًا صادمًا: سيدة تسير بسرعة، تحمل شيئًا صغيرًا بين ذراعيها، تدخل المسجد بهدوء، ثم تخرج فارغة اليدين. لم تتوقف، لم تلتفت، فقط رحلت.

نجح فريق من البحث الجنائي بقيادة المقدم محمد النحاس مدير فرع البحث الجنائي بأشمون بعد ساعات من العمل والتحري، في تحديد هويتها وكشف قصتها، والمفاجأة كانت أن السيدة متزوجة منذ سنوات، عانت خلالها من العقم، وخضعت لمحاولات فاشلة للحقن المجهري، ومع مرور الوقت، دخلت في علاقة غير شرعية مع رجل آخر، حملت منه، وحاولت خداع زوجها بأن الحمل نتيجة العلاج لكنه شك في الأمر، وطلب تحليل DNA، والتهديد كان واضحًا: "تخلصي من الطفل".

في لحظة ضعف وضعت ابنها في المسجد

ألقت الشرطة القبض عليها، بينما نُقل الرضيع إلى مستشفى أشمون العام، تحت رعاية الجهات المختصة، والقرية انقسمت بين غاضب يرى أنها مجرمة، وبين من رأى في قصتها مزيجًا مأساويًا من الخوف، والوحدة، والخذلان.