بين جدران مكة وصدى التكبير، تقف قلوب الحجاج القلوب خاشعة، تنظر للكعبة مودعة بعد أيام من الطواف والدعاء والبكاء، في لحظات تختلط فيها مشاعر الرضا والرهبة، فها هم الحجاج قد أدّوا المناسك كاملة، واغتسلوا من الذنوب كما وُلدوا، لكن القلب يأبى الرحيل.
ففي الطرقات تهمس الأرواح "ليت هذه الأيام لا تنتهي"، وعلى أعتاب السفر، يطوي الحاج إحرامه، ويُغلق حقائبه، لكنّه يُبقي قلبه هنا، معلقًا بين زمزم والصفا، بين مزدلفة وعرفة.
فمع مغيب شمس رابع أيام عيد الأضحى المبارك، والذي يوافق اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، يُطوى آخر فصل من فصول الحج، وتُختتم مناسكه كاملة، ولكن يبقى السؤال المتداول بين كثيرين، هل تستمر مناسك الحج بعد رابع يوم العيد؟ وهل على الحاج واجبات أخرى بعدها؟
هل توجد مناسك للحج بعد رابع يوم العيد؟
لا توجد مناسك للحج بعد رابع أيام عيد الأضحى، إذ يُعتبر هذا اليوم آخر يوم من أيام التشريق، وآخر فرصة للحجاج لإتمام ما تبقى من أعمال الحج، وعلى رأسها، رمي الجمرات الثلاث لمن تأخر ولم يتعجل.
ثم يأتي طواف الوداع، وهو الطواف الأخير الذي يؤديه الحاج قبل مغادرة مكة، وهو واجب لا يُسقطه إلا عذر شرعي كالحيض أو النفاس.
نهاية مناسك الحج.. وبداية حياة جديدة
بمجرد إتمام رمي الجمرات في هذا اليوم، ثم أداء طواف الوداع، يكون الحاج قد أنهى جميع مناسك الحج، ولا يُطلب منه بعدها أي طقس آخر يتعلق بالحج.
وتبقى روح الحاج معلقة بتلك اللحظات، فطواف الوداع يُجسّد لحظة الختام الكبرى، حيث يقف الحاج عند الكعبة مودّعًا، قلبه بين الشكر والدموع، ولسانه يلهج بالرجاء ألا يكون هذا اللقاء الأخير مع البيت العتيق.
ماذا يفعل الحجاج بعد أداء ماسك
الحج؟
رغم أن المناسك تنتهي، إلا أن الرسالة الروحية للحج لا تنتهي، فالحج ليس فقط طقوسًا تُؤدى، بل هو بداية لصفحة جديدة مع الله، وسلوك مستقيم يعكس أثر التوبة والتطهر، وقد قال النبي ﷺ"مَن حجَّ فلم يرفثْ ولم يفسقْ، رجعَ من ذنوبِه كيومِ ولدتْه أمُّه".
ويعد رابع أيام عيد الأضحى (13 ذو الحجة) هو اليوم الأخير في مناسك الحج، ولا توجد مناسك بعدها، باستثناء الطواف الوداعي لمن لم يُؤده، ثم تنتهي الرحلة، لكن أثرها يبقى، فيحمل الحاج معه نورًا وصدقًا والتزامًا جديدًا.
