هل تعلم أن مجرد خمس دقائق من المشي السريع يوميًا يمكن أن تُحدث تأثيرًا مباشرًا وإيجابيًا على دماغك، هذا ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في مجلة Age and Aging، والتي ركزت على العلاقة بين النشاط البدني القصير والصحة الإدراكية، خاصة لدى كبار السن.
ماذا تقول الدراسة؟
الدراسة أجريت على 585 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عامًا، ضمن تجربة بحثية طويلة الأمد (IGNITE)، راقب الباحثون سلوكياتهم اليومية، بما في ذلك النوم، النشاط البدني، ومستوى الخمول، وقارنوا هذه العوامل بأدائهم الذهني.
النتائج أظهرت أن ممارسة التمارين الرياضية، ولو لفترات قصيرة، كان لها تأثير ملحوظ على الوظائف الإدراكية، تحديدًا، المشي السريع أو أي نشاط بدني يرفع معدل ضربات القلب، ارتبط بتحسن في:
سرعة المعالجة الذهنية
القدرة على التركيز والتخطيط (الوظائف التنفيذية)
الذاكرة العاملة قصيرة الأمد
لماذا المشي السريع فعال؟
يقول الدكتور كليفورد سيجيل، أخصائي الأعصاب:
"المشي السريع يزيد من تدفق الدم إلى الساقين وإلى الدماغ، مما يحسّن أداءه ويحفز وظائفه الإدراكية".
ويضيف الدكتور أميت ساشديف من جامعة ولاية ميشيغان:"الحركة تفيد الجسد والعقل معًا، ما ينشّط الجسم يعزز أيضًا صحة الدماغ".
هل تكفي 5 دقائق فقط؟
التأثير يكون واضحًا خصوصًا لدى الأشخاص الذين لا يمارسون أي نشاط بدني منتظم، إذ أن مجرد الانتقال من دقيقة واحدة من النشاط إلى خمس أو ست دقائق يوميًا، يُحدث فرقًا في قدرة الدماغ على التركيز والاستجابة وحفظ المعلومات.
ما تعريف المشي السريع؟
توضح الباحثة الرئيسية أودري كولينز أن المشي السريع يعني السير بوتيرة يُلاحظ معها تسارع في نبضات القلب والتنفس، أي ليس مجرد نزهة بل حركة نشطة.
"المشي الهادئ يعتبر نشاطًا خفيفًا، أما المشي السريع فهو نشاط متوسط الشدة يُحفز الجسم والدماغ معًا".
الرسالة الأهم: تحرك ولو قليلًا
إذا لم يكن لديك وقت لممارسة التمارين الطويلة، خصص 5 دقائق فقط لمشي نشط، حتى حول المنزل أو الحي، إنها عادة صغيرة لكن تأثيرها على صحتك الدماغية قد يكون كبيرًا.