قال الباحث السياسي الفلسطيني فراس ياغي، إن قطاع غزة يواصل معاناته من ويلات الحصار الإسرائيلي المتواصل، في وقت تتعرض فيه المدينة للقصف المستمر والدمار الذي يطال كل زاوية فيها.
أوضح ياغي في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن العشرات من الشهداء سقطوا اليوم في غزة، كما سقط عشرات آخرين في الأيام السابقة جراء الهجمات الجوية التي تواصلها إسرائيل.
القطاع بات مأساويًا بشكل غير مسبوق
وقال إن الوضع في القطاع بات مأساويًا بشكل غير مسبوق، حيث يواجه الشعب الفلسطيني في غزة تحديات قاسية تتمثل في الحصار المستمر والدمار الهائل الذي طال المنازل والبنية التحتية، بالإضافة إلى المجاعة التي تزداد حدتها يومًا بعد يوم.
وأشار ياغي، إلى التناقض الكبير بين ما يحدث في غزة ومظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث يعيش الفلسطينيون في القطاع ظروفًا من القصف والتدمير، في حين أن الآخرين يحتفلون بالمناسبات الدينية وسط حياة طبيعية وآمنة.
وتابع: "نحن نشهد كل يوم تدفقًا للدماء في غزة، واليوم سقط العشرات من الشهداء، في حين لا نسمع أي صوت عربي أو إسلامي يتحدث عن ضرورة إنهاء هذا الظلم".
وأضاف الباحث السياسي، أن غزة هي التي تتحمل العبء الأكبر من هذه المأساة الإنسانية، حيث يعاني أهلها من القتل والتدمير، بينما تصمت الأنظمة العربية والإسلامية عن تقديم الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني في محنته.
وقال: “غزة هي التي تعاني، والأمة العربية والإسلامية بينما إخوتهم في غزة يواجهون المذبحة والمجاعة”.
وتطرق ياغي في حديثه إلى دور الأنظمة العربية في تفاقم الأزمة، حيث وصف الوضع في غزة بأنه "كارثة مستمرة"، مشيرًا إلى أن الدماء تتدفق في القطاع دون أن يجد الفلسطينيون أي دعم حقيقي من قِبَل الحكومات العربية.
وقال: "جميعنا يعرف أن الإدارة الأمريكية تتماشى تمامًا مع إسرائيل، وتستخدم الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار دولي يهدف إلى تقديم المساعدات لغزة أو إدانة إسرائيل. وإذا كانت الأنظمة العربية غير قادرة على الضغط على الإدارة الأمريكية أو اتخاذ مواقف جادة، فإن ذلك يزيد من تعقيد الوضع ويضاعف من معاناة الشعب الفلسطيني".
وأوضح ياغي أن الغرب وإسرائيل معًا يشكلان "شركاء في المجاعة والقتل والمجازر التي تحدث في غزة"، مؤكدًا أن الفلسطينيين يدفعون الثمن بينما يواصل العالم العربي الصمت أو التصريحات الضعيفة التي لا تسهم في تغيير الوضع المأساوي في القطاع. وأضاف: "إذا كانت الأنظمة العربية غير قادرة على اتخاذ موقف حاسم ضد ما يجري في غزة، فإن ذلك يعني أن فلسطين وشعبها سيظلون يدفعون ثمن هذا الصمت والتجاهل".
ودعا ياغي جميع الدول العربية والإسلامية إلى القيام بدور أكبر في الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسئوليته في وقف العدوان الإسرائيلي، وتقديم الدعم الإنساني واللوجستي لغزة، مشددًا على أن "الوقت لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل".