أدان الأسقف الدكتور سني إبراهيم عازار، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، في بيان شديد اللهجة،الهجوم الذي شنّته القوات الإسرائيلية صباح يوم 5 يونيو 2025 على مجمع مستشفى الأهلي العربي في قطاع غزة، وهو منشأة طبية تابعة للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية.
الهجوم، الذي وقع عند الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، أسفر عن مقتل ثلاثة صحفيين ورجل كان ينقل ابنه المصاب لإجراء عملية جراحية، إضافة إلى إصابة ثلاثين شخصًا، بينهم أربعة من العاملين بالمستشفى.
"ليس استهدافًا للإرهاب بل للإنسان"
وأشار البيان إلى أن هذا الاعتداء يمثل حلقة جديدة في سلسلة استهداف المرافق الصحية في غزة، حيث وثقت منظمة الصحة العالمية 697 هجومًا على القطاع الصحي من قبل الجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 وحتى 22 مايو 2025.
وقال الأسقف عازار: "هذه الهجمات ضد المرضى والطواقم الطبية تكشف حقيقة مؤلمة: هذه ليست حربًا ضد الإرهاب، بل ضد الإنسان في غزة"، مضيفًا أن "من لا يُقتل بالصواريخ، يُترك ليموت جوعًا أو بسبب نقص الدواء".
وشدّد على أن مستشفى الأهلي، كواحد من آخر المستشفيات العاملة في غزة، يمثل "شريان حياة لا غنى عنه للآلاف الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة"، معربًا عن "إدانته الشديدة لهذه الجريمة وكل الهجمات على المستشفيات والعيادات ومرافق العلاج".
"لا وجود لمسلحين داخل المستشفيات"
وحذّر البيان من تكرار محاولات القوات الإسرائيلية فرض إخلاء المستشفى على الطواقم الطبية والمرضى، مؤكدًا أن "هذا النوع من الأوامر يكشف استخفافًا صارخًا بأرواح الأبرياء"، كما رفض الاتهامات الإسرائيلية بوجود مسلحين داخل المستشفى، معتبرًا إياها "ذرائع زائفة".
وأكد أن احترام حيادية المستشفيات وضمان حمايتها من الهجمات "من المبادئ الأساسية في القانون الإنساني الدولي".
رؤية مسيحية: من السامري الصالح إلى التضامن الطبي
استشهد الأسقف بتعاليم السيد المسيح، خاصة مثل "السامري الصالح" (لوقا 10: 25-37)، مشيرًا إلى أن الكنيسة منذ نشأتها في الأرض المقدسة اعتبرت تقديم الرعاية الصحية واجبًا روحيًا وإنسانيًا.
وأوضح أن كنيسة الإصلاح اللوثرية تشرف على مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس بالتعاون مع الاتحاد اللوثري العالمي، وكان يُسمح سابقًا لمرضى السرطان من غزة بتلقي العلاج فيه، لكن "منذ أكتوبر 2023، لم يُسمح لأي مريض بالمغادرة، ما دفع مستشفى الأهلي إلى محاولة سد هذا الفراغ رغم النقص الحاد في المواد والمعدات".
دعوة إلى تحرك دولي فوري
وفي ختام بيانه، وجّه الأسقف عازار دعوة إلى قادة العالم، والمنظمات الطبية الدولية، ورؤساء الكنائس، وشركاء الكنيسة حول العالم، وكل أصحاب الضمير، للتحرك الفوري والفعّال من أجل: فرض احترام المعايير الإنسانية الدولية، ضمان وصول المساعدات دون عوائق، التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وقال: "نواصل الصلاة دون انقطاع من أجل طريق عادل نحو السلام في أرضنا".
