شدد إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني المنشق، على أن الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية بحق الدولة المصرية لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الشعب، مشيرًا إلى أن المصريين مطالبون دومًا بتذكّر واحدة من أحلك المراحل في تاريخ الوطن، حين تسللت الجماعة إلى مفاصل الدولة محاوِلة طمس الهوية الوطنية وفرض مشروعها الفئوي الضيق.
وقال "ربيع"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن فترة حكم الإخوان كانت بمثابة الصفحة الأشد قتامة في تاريخ مصر الحديث، حيث شهدت محاولات ممنهجة لـ"أخونة" مؤسسات الدولة، بدءًا من الجهاز الإداري، وصولًا إلى الإعلام والتعليم، في محاولة لفرض الهيمنة التنظيمية على الدولة وتفريغها من مضمونها الوطني لصالح أجندة الجماعة.
وأوضح أن المشروع الإخواني لم يقتصر على السيطرة المؤسسية، بل امتدّ إلى محاولة تفكيك النسيج المجتمعي، عبر سياسة استعداء واضحة لكل من لا ينتمي للجماعة، بدءًا من المثقفين والفنانين، ومرورًا برجال الدين غير المنتمين لها، ووصولًا إلى القوى الثورية ذاتها التي ساهمت في تمهيد الطريق أمامهم، لكنها فوجئت بمحاولات تهميشها وإقصائها بعد وصول الجماعة إلى الحكم.
وأضاف "ربيع" أن الإخوان اختاروا بعد الثورة طريق الاستقطاب لا التوافق، والإقصاء لا الشراكة، وهو ما أدى إلى تعميق الانقسام المجتمعي، وإجهاض حلم الدولة المدنية الذي قامت من أجله الثورة، مؤكدًا أن وعي المصريين بتلك الحقبة السوداء يجب أن يبقى حيًا، حتى لا تتكرر مثل هذه الكارثة السياسية مرة أخرى.
وختم القيادي المنشق حديثه بالتأكيد على أن مصر استطاعت النجاة من مخطط خطير استهدف وجودها الوطني وهويتها الجامعة، بفضل وعي شعبها وقوة مؤسساتها، مشددًا على أن التاريخ لن يرحم من خان الوطن تحت راية التنظيم، وأن ذاكرة المصريين ستظل حية بما يكفي لردع من يحاول العبث بها مجددًا.