في ذكرى وفاته..
في مثل هذا اليوم وتحديدًا 9 يونيو 1974 رحل الشاعر والروائي والدبلوماسي الجواتيمالى ميجيل أنجيل أستورياس في مدريد، إسبانيا، وتُعد كتاباته التي تمزج بين صوفية حضارة المايا والنزعة الملحمية للاحتجاج الاجتماعي، تجسيدًا للطموحات الاجتماعية والأخلاقية لشعبه.
محطات في حياة ميجيل أنجيل أستورياس
بعد حصوله على شهادة في القانون من جامعة سان كارلوس في جواتيمالا عام 1923، انتقل ميجيل أنجيل أستورياس إلى باريس، حيث درس علم الأعراق في جامعة السوربون، وتأثر بالشاعر الفرنسي أندريه بريتون، ليصبح أحد المنتمين لحركة السوريالية، ولفت الانتباه بأول أعماله الكبرى "أساطير جواتيمالا" (1930)، الذي تناول فيه حياة وثقافة شعب المايا قبل وصول الإسبان، فنال استحسان النقاد في فرنسا وفي بلده.
وعند عودته إلى جواتيمالا، أسس ميجيل أنجيل أستورياس مجلة إذاعية بعنوان "يومية الهواء"، وخلال تلك الفترة نشر عدة مجموعات شعرية، بدأها بـ"السوناتات" (1936)، وفي عام 1946 دخل السلك الدبلوماسي، متنقلًا بين عدة دول في أمريكا الوسطى والجنوبية، بينما واصل الكتابة، ومن عام 1966 حتى 1970، شغل منصب سفير جواتيمالا في باريس، حيث استقر بشكل دائم.
برز أستورياس كروائي بارز في أربعينيات القرن العشرين، وذاع صيته بعد روايته الجريئة "السيد الرئيس" (1946)، التي هاجم فيها دكتاتورية مانويل إسترادا كابريرا، أما روايته "رجال الذرة" (1949)، والتي تُعد عمله الأبرز، فقد صوّرت البؤس العميق الذي يعانيه الفلاح الهندي، وتناول جانبًا آخر من هذا الواقع، وهو استغلال السكان الأصليين في مزارع الموز، في ثلاثية ملحمية شملت روايات: "الريح العاتية" (1950)، و"البابا الأخضر" (1954)، و"عيون المدفونين" (1960)، وقد جُمعت أعماله في ثلاثة مجلدات تحت عنوان "الأعمال الكاملة" (1967).
ميجيل أنجيل أستورياس وجائزة نوبل
فاز ميجيل أنجيل أستورياس بجائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفيتي، وفى عام 1967 حصل على جائزة نوبل للآداب، وبذلك أصبح ثالث كاتب أمريكى لاتينى يحصل على هذا التكريم بعد جابرييلا ميسترال فى عام 1945 وسانت جون بيرس فى عام 1960، وذلك "لإنجازه الأدبي الحي، المتجذر في الصفات والتقاليد القومية للشعوب الهندية في أمريكا اللاتينية" بحسب حيثيات فوزه بالجائزة.