رأى خبراء اتصالات أن إطلاق خدمات «الجيل الخامس» يحفز ويشجع شركات الاتصالات فى مصر على ضخ استثمارات ضخمة فى تطوير البنية التحتية الرقمية، متوقعين أن تصل قيمة هذه الاستثمارات السنوية إلى نحو ١٠٠ مليار جنيه.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الاستثمارات تسهم بشكل مباشر فى تحسين جودة الشبكات وتوسيع نطاق التغطية ليشمل مزيدًا من المناطق، ما يمكنها من تقديم خدمات إنترنت فائقة السرعة وبجودة عالية للمستخدمين، كما تتيح هذه الاستثمارات اعتماد تقنيات متقدمة تدعم التحول الرقمى وتطبيقات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، ما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والنمو الاقتصادى.
وشددوا على أن إطلاق خدمات «الجيل الخامس» يمثل قفزة نوعية غير مسبوقة فى مجال الاتصالات داخل مصر، حيث يوفر سرعات تحميل وتنزيل تفوق عشر مرات سرعات الجيل الرابع، إلى جانب زمن استجابة منخفض جدًا، ما يتيح للمستخدمين الاستفادة من تطبيقات متطورة تتطلب اتصالًا فوريًا مثل الألعاب الإلكترونية والتحكم الصناعى عن بُعد.
فى السياق ذاته، أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن إطلاق خدمات «الجيل الخامس» يمثل إنجازًا مهمًا فى خطة مصر للتحول الرقمى وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الحكومة تضع نصب أعينها تحقيق التوازن بين التطوير التقنى وتوفير الخدمات بأسعار مناسبة للمواطنين، مع ضمان جودة الشبكة وانتشارها على نطاق واسع.
وأوضح الوزير، لـ«الدستور»، أن «الجيل الخامس» سيكون له دور محورى فى تمكين الاقتصاد الرقمى ودعم القطاعات الحيوية المختلفة، من خلال توفير بنية تحتية ذكية ومتكاملة تواكب أحدث المعايير العالمية.
ونوه إلى أن الدولة تستثمر بشكل مكثف فى تطوير شبكة الاتصالات، وتعمل على تهيئة البيئة التشريعية والفنية اللازمة لدعم تطور «الجيل الخامس»، مع الحرص على تشجيع الابتكار وريادة الأعمال فى مجال التكنولوجيا، منوهًا إلى أن الحكومة تتابع تنفيذ برامج تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية لتكون قادرة على الاستفادة من الفرص التى توفرها هذه التقنية.
من جانبه، كشف المهندس محمد نصر، الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات، عن أن الشركة استثمرت نحو ٣٥ مليار جنيه خلال ٢٠٢٤ فى تطوير البنية التحتية لشبكات الاتصالات، تمهيدًا لإطلاق «الجيل الخامس».
وقال «نصر»: «لا يقتصر الجيل الخامس على رفع سرعات الإنترنت، بل يمثل بنية أساسية جديدة للابتكار والنمو الاقتصادى، حيث يدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء والخدمات الذكية فى كل القطاعات».
وأضاف أن «المصرية للاتصالات» تسعى لأن تكون شريكًا أساسيًا فى بناء الاقتصاد المعرفى المستدام، مع التزام كامل بتوسيع نطاق التغطية وتحسين جودة الخدمة لتلبية الطلب المتزايد على البيانات الرقمية.
بدوره، رأى محمد عبدالله، الرئيس التنفيذى لشركة «ڤودافون مصر»، أن إطلاق شبكة الجيل الخامس يمثل خطوة مهمة لتوفير خدمات اتصال فائقة السرعة، مع التزام الشركة بتقديم خدمات مميزة دون أى رسوم إضافية على العملاء فى البداية.
وأوضح «عبدالله» أن التكنولوجيا الجديدة ستدعم مختلف القطاعات الحيوية، مثل التعليم والصحة والصناعة، وستسهم فى تحقيق رؤية «مصر ٢٠٣٠» لبناء اقتصاد رقمى متكامل، مبينًا أن الشركة مستمرة فى استثمار موارد كبيرة لضمان توسيع التغطية وتحسين جودة الخدمات.
فى السياق ذاته، قال حازم متولى، الرئيس التنفيذى لشركة «إى آند مصر»، إن الشركة استثمرت ملايين الدولارات للحصول على رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس، وتعمل على توفير تجربة متقدمة للمستخدمين تشمل تطبيقات ذكية فى التعليم والصحة والترفيه.
وأضاف «متولى» أن الجيل الخامس يمثل قاعدة متينة لتطوير الاقتصاد الرقمى فى مصر، مع فتح آفاق جديدة لتطبيق تقنيات الواقع الافتراضى والذكاء الاصطناعى التى تحدث تغييرات جذرية فى طريقة العمل والمعيشة.
أما ياسر شاكر، الرئيس التنفيذى لشركة «اورنچ مصر»، فقال إن إطلاق خدمات الجيل الخامس يأتى ضمن استراتيجية الشركة الرامية لتعزيز مكانة مصر كمركز رقمى إقليمى، مضيفًا أن السرعات الفائقة واستجابة الشبكة المنخفضة تتيحان فرصًا جديدة للأعمال والتطبيقات الرقمية، وستسهمان فى تحسين جودة الحياة للمواطنين.
وأشار إلى أن الشركة بدأت بتوفير الخدمة فى المناطق الرئيسية وتخطط لتوسيع التغطية تدريجيًا، مع مواصلة الاستثمارات لضمان استمرارية التطور التقنى.
وعلى صعيد الخبراء، أشار الدكتور حمدى الليثى، خبير الاتصالات، إلى أن «الجيل الخامس» يتيح سرعات نقل بيانات عالية جدًا وزمن استجابة قصيرًا، ما يدعم تطوير قطاعات متقدمة تعتمد على الأتمتة والتحكم الذكى.
وأضاف أن التقنية الجديدة ستعزز من قدرة المصانع والمؤسسات على تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر، مع تطبيقات متطورة فى مجال الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، مبينًا أن مصر من خلال تبنى هذه التقنية تضع نفسها فى مقدمة الدول التى تستفيد من الثورة الرقمية.
من جهته، أكد محمد الحارثى، استشارى تكنولوجيا المعلومات، أن اعتماد «الجيل الخامس» سيسهم بشكل كبير فى تعزيز البنية التحتية الرقمية، ويدعم تطبيقات مبتكرة فى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة التعليم عن بُعد والرعاية الصحية الرقمية.
وأوضح أن هذه التكنولوجيا تفتح آفاقًا واسعة لريادة الأعمال الرقمية، وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى أسواق جديدة، مع خلق فرص عمل فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
كما أكد الدكتور عمرو صبحى، خبير أمن المعلومات، أهمية تعزيز منظومة الأمن السيبرانى مع انتشار استخدام «الجيل الخامس»، خاصة مع زيادة الأجهزة المتصلة بالشبكة.
ورأى أن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعى والتشفير المتقدم سيكون ضروريًا لرصد ومنع الهجمات الإلكترونية، ما يحفظ خصوصية البيانات ويعزز ثقة المستخدمين والمستثمرين فى البيئة الرقمية، مشددًا على ضرورة التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتطوير حلول أمنية متكاملة لمواجهة التحديات المتزايدة.