في ذكرى رحيله الـ77.. نجيب الريحاني "الضاحك الباكي" الذي صفع عبد الوهاب وأغاظ الملك فاروق

تحل اليوم الذكرى الـ77 لوفاة أحد أعمدة الكوميديا والمسرح العربي، الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي غيّبه الموت في 8 يونيو 1948، وترك خلفه مسيرة فنية وإنسانية لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور. 

نصفه عراقي.. والنشأة مصرية في باب الشعرية

وُلد نجيب إلياس ريحانة عام 1889 في حي باب الشعرية، لأب عراقي كلداني من الموصل وأم مصرية قبطية، وترعرع في بيئة شعبية، وتلقى تعليمه في مدرسة "الفرير" الفرنسية، حيث بدأ شغفه بالمسرح والشعر، حتى أصبح نجم فريق التمثيل المدرسي.

بداية صعبة.. من البنك الزراعي إلى الكومبارس

بدأ الريحاني حياته موظفًا بالبنك الزراعي، ثم عمل بشركة السكر بنجع حمادي، قبل أن يُطرد بسبب مغازلته زوجة الباشكاتب، عاد إلى القاهرة ليبدأ طريق الفن كومبارسًا بدار الأوبرا، وتحديدًا في مسرحية "الملك يلهو"، ثم مترجمًا للفرقة المسرحية بسبب إجادته الفرنسية.

شراكة العمر مع بديع خيري.. وولادة "كشكش بيه"

كان لقاؤه بالمؤلف بديع خيري نقطة التحول الأهم في حياته، حيث ابتكرا معًا شخصية "كشكش بيه" عمدة كفر البلاص عام 1916، وأسس مع خيري فرقة الريحاني التي قدّمت أكثر من 50 مسرحية، أبرزها: “الجنيه المصري، حكم قراقوش، قسمتي، الستات مايعرفوش يكدبوا”.

صفعة نجيب لعبد الوهاب.. "أجمل درس في حياتي"

روى الموسيقار محمد عبد الوهاب أن أول درس تعلمه في التمثيل جاء من نجيب الريحاني، عندما نسي عبد الوهاب جملته في إحدى المسرحيات، فما كان من الريحاني إلا أن صفعه أمام الجمهور، قائلاً له لاحقًا: "لازم تتعلم ما تطلعش على المسرح غير وانت حافظ زي اسمك".

"غزل البنات".. دموعه الأخيرة على أنغام "عاشق الروح"

كان فيلم غزل البنات مع ليلى مراد وأنور وجدي آخر أعماله، حيث جسد دور "الأستاذ حمام" مدرس اللغة العربية الذي أحب تلميذته في صمت. توفي الريحاني أثناء تصوير مشاهد الفيلم، واعتبر النقاد دوره فيه أحد أصدق أدواره دراميًا.

أغاظ الملك فاروق فحُرم من "البكوية"

رغم تاريخه الفني الكبير، لم يُكرّم نجيب الريحاني بلقب "البكوية"، على عكس زملاء مثل يوسف وهبي وسليمان نجيب، وأرجع البعض ذلك إلى سخريته من النظام في بعض مسرحياته، خاصة "حكم قراقوش"، واستخدامه عبارات ساخرة ضد الحكم الملكي.

شائعات طاردته.. من الشيوعية إلى العمالة

خلال ثورة 1919، شارك الريحاني في توزيع المنشورات الثورية، مما جعله عرضة للاتهام بالشيوعية، بينما رآه البعض الآخر جاسوسًا للإنجليز، إلا أن التاريخ أنصفه كمثقف وطني وقف مع الشعب في أشد المحن.

زيجات فنية.. وبنت وحيدة في الغربة

تزوج نجيب الريحاني مرتين: من الفنانة اللبنانية بديعة مصابني، ثم من الألمانية "لوسي برناي"، التي أنجب منها ابنته الوحيدة "جينا"، وقد نشأت الابنة بعيدًا عنه بعد وفاته، إذ غادرت والدتها إلى أوروبا بعد الانفصال.

رحيل مفاجئ.. والدواء وصل متأخرًا

توفي الريحاني إثر إصابته بالتيفود، بينما كان في قمة عطائه الفني، ورغم محاولات أصدقائه لجلب العلاج من الخارج، إلا أن الدواء وصل بعد وفاته، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إجابات النماذج الاسترشادية للصف الثالث الثانوي 2025.. حل أسئلة اللغة الإنجليزية
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل