بين ضفتي البحر الأحمر، تسير الطاقة بخطى ثابتة نحو تكامل عربي غير مسبوق، في مشهد يعكس قوة التعاون الإقليمي والتخطيط الطموح، تتهيأ القاهرة والرياض لإطلاق أول تيار كهربائي مشترك يعبر الحدود، حاملاً معه آمالاً في استقرار الشبكات، وفتح بوابة واسعة لسوق كهرباء عربية موحدة.
تشغيل خط الربط مع السعودية
أكدت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيتم تشغيلها رسميًا في 30 يونيو الجاري، بطاقة تصل إلى 1500 ميجا وات، ويأتي ذلك كخطوة أولى في إطار خطة توسعية تهدف إلى الوصول إلى الطاقة الكاملة للمشروع، والتي تُقدَّر بـ3000 ميجا وات، خلال النصف الثاني من عام 2025.
حجر زاوية في منظومة تبادل الكهرباء بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة
وأوضحت المصادر، أن المشروع يُعد من أبرز الإنجازات في ملف التعاون الإقليمي، ويمثل حجر زاوية في منظومة تبادل الكهرباء بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، ويهدف المشروع إلى تعزيز استقرار الشبكة القومية للطاقة، خاصة في فترات ذروة الاستهلاك المتوقعة خلال فصل الصيف، عبر تحقيق توازن ذكي في الأحمال بين البلدين.
ويستند المشروع إلى فكرة محورية تتمثل في الاختلاف الزمني بين ذروات الاستهلاك في مصر والسعودية، وهو ما يتيح إمكانية تبادل الفائض من الطاقة الكهربائية بين الجانبين، مما يعزز الكفاءة التشغيلية، ويقلل من استهلاك الوقود، ويوفر استثمارات ضخمة كانت مخصصة لمحطات التوليد.
وأضافت المصادر أن الربط بين الشبكتين سيمهد الطريق أمام تكوين سوق كهرباء عربية موحدة، تسهّل تبادل الطاقة بين الدول وتدعم مشروعات التنمية المستدامة، كما سيساهم المشروع في تعزيز الاعتمادية على الكهرباء في كلا البلدين، بما ينعكس بشكل مباشر على الاستقرار الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات في قطاعات حيوية.
تعزيز الاعتمادية على الكهرباء في كلا البلدين
هذا المشروع ليس فقط خطوة استراتيجية لتبادل الطاقة، بل يمثل نموذجًا ناجحًا لما يمكن أن يحققه التعاون العربي حينما تلتقي الإرادة السياسية مع الرؤية الفنية.
نحو تكامل طاقي عربي مستدام
يمثل تشغيل خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية خطوة استراتيجية تعكس نضج الرؤية المشتركة في مجالات الطاقة، وتفتح الباب أمام مستقبل من التعاون الإقليمي القائم على تبادل الموارد وتعظيم الكفاءة.
ومع اقتراب اكتمال المشروع بكامل قدرته البالغة 3000 ميجا وات، يصبح هذا الربط نواة حقيقية لسوق عربية موحدة للكهرباء، تعزز أمن الطاقة وتدعم التنمية في كلا البلدين والمنطقة بأسرها.