قال الكاتب والباحث السياسي أحمد الصفدي، إن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة من منع للمساعدات وقصف متواصل يمثل "عقيدة سادية قائمة على العقاب الجماعي"، واصفًا ما يجري بأنه يتجاوز القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، خصوصًا في ظل دعوات وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لحرمان سكان القطاع من الغذاء والدواء والوقود والكهرباء.
وأكد الصفدي، خلال مداخلة على قناة القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال يدفع ثمن هذه الممارسات، إذ تنعكس معاناة سكان غزة على وضع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، محذرًا من أن سياسة التجويع ونقص الدواء تعرضهم للخطر.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية المحتجزة خلف معبر رفح ليست من ميزانية دولة الاحتلال، بل مقدمة من دول عربية وأوروبية، أغلبها مصرية وكويتية وقطرية، متهمًا واشنطن بالتواطؤ مع تل أبيب في سياسة التجويع، لا سيما بعد فشل إنزال المساعدات الجوية والحديث الأمريكي عن "مخاطر" توزيعها.
وعن الوضع السياسي في إسرائيل، أوضح "الصفدي" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال متمسكًا بالسلطة رغم تصاعد الانتقادات الداخلية، مشيرًا إلى أن قوته البرلمانية مستمدة من تحالف هش مع اليمين المتطرف يؤمن له 68 مقعدًا، ما يعني أن انسحاب 8 مقاعد فقط كفيل بإسقاط حكومته.
وأشار إلى تصاعد الضغط الشعبي داخل إسرائيل، خاصة من عائلات الأسرى الذين وقعوا عريضة تطالب بوقف الحرب وتبادل الأسرى، بنسبة تأييد شعبي تجاوزت 70%، لافتًا إلى أن حادثة الجندي الأمريكي المفرج عنه، ألكسندر تيمان، كشفت كذب رواية الاحتلال ومحاولاته التستر على فشل عملياته لإطلاق سراح الأسرى بالقوة.