تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدا الإثنين 9 يونيو 2025م، تذكار رحيب القديس البابا يوأنس الثامن عشر، البطريرك السابع بعد المائة في سلسلة بطاركة الكرسي المرقسي.
القديس البابا يوأنس الثامن عشر
وُلد هذا البابا بمدينة الفيوم، ونشأ في كنف أسرة مسيحية ربّته على الإيمان ومحبة الله، والتحق بدير القديس الأنبا أنطونيوس، حيث اختار حياة الرهبنة والخلوة، وسُرَّ به الرهبان بسبب وداعته وزهده، فرُسِم قساً ثم أُختير بطريركاً في(1769م).
جهاد رعوي وسط الاضطهاد والوباء.. ودفاع مجيد عن العقيدة
واجه البابا يوأنس الثامن عشر تحديات قاسية خلال فترة جلوسه على الكرسي المرقسي، كان أبرزها تعسف الحكام، وعلى رأسهم القائد التركي حسن باشا الذي استولى على أموال الكنيسة ونهب بيوت الأقباط، بالإضافة إلى تفشي وباء الطاعون الذي تسبب في وفاة عدد كبير من أبناء الشعب.
وفي تلك الفترة، حاول بابا روما فرض تبعية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا أن الأنبا يوساب الأبح، أسقف جرجا وأخميم، تصدى لهذه المحاولة برسالة قوية دافع فيها عن العقيدة الأرثوذكسية، مما دفع الكنيسة الكاثوليكية إلى التراجع عن طلبها.
دعم العمران الكنسي وتكريس الميرون.. ونياحة في سلام
حرص البابا يوأنس على رعاية شعبه روحيًا، كما ساهم بالتعاون مع المعلم إبراهيم الجوهري في تعمير الكنائس والأديرة، وفي عهده، تم تكريس الميرون المقدس في كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم سنة 1502 ش (1786م)، وهو حدث كنسي هام يُقام في فترات متباعدة.
وبعد خدمة رعوية امتدت ستة وعشرين عامًا وسبعة أشهر وأربعة عشر يومًا، تنيّح البابا بسلام، ودُفن جسده الطاهر في مقبرة البطاركة بكنيسة الشهيد مارمينا أبو سيفين بمصر القديمة، وباتت ذكراه حية في قلوب المؤمنين كرمز للجهاد والإيمان.