الأحد 08/يونيو/2025 - 12:16 م 6/8/2025 12:16:23 PM
كاتب هذه السطور، عربي الهوى، قومي الفكر، مؤمن بحتمية الوحدة العربية كحاجة ملحة لحماية الأمن القومي، وكواقع يربط شعوب هذه الأمة من المحيط إلى الخليج. شعوب تتكلم لغة واحدة، وتحمل ثقافة مشتركة، وتواجه عدوًا واحدًا احتل أرضها بالأمس، ويتآمر على حاضرها اليوم، ما يجعل وحدتها ضرورة لمستقبل آمن ومستقر.
لهذا، كنتُ دائمًا من بين ملايين المصريين الذين رحبوا بوجود الأشقاء السوريين على أرض مصر. لم نرهم يومًا ضيوفًا، بل اعتبرناهم أصحاب دار يعيشون بأمان وسلام بين أهلهم، ومرّت سنوات طويلة اقتربت من الخمسة عشر عامًا، شهدت تنوعًا في وجودهم، بين تجار وأصحاب مطاعم وعاملين في مختلف المجالات. لم يُعكّر صفو هذا الوجود شيء يُذكر، رغم أن كل عام كان يحمل بعض الأحداث التي أزعجت المصريين، مثل مظاهرات ضد النظام السوري السابق، الذي كنا نراه ضمانًا لوحدة الدولة السورية وعدم سقوطها في قبضة التطرف، كما حدث ونراه الان بكل أسف وأسى.
لكن أن يتحول هذا الوجود الآمن إلى منصة لمؤامرة ضد مصرمن على ارض مصر، ويأتي اليوم الذي يخرج فيه سوريون يطالبون بإسقاط النظام وتكرار مؤامرة سورية، فذلك مرفوض جملة وتفصيلًا، ولا يمكن الصمت عليه أو التساهل فيه، أن يخرج سوريون في مظاهرات تهتف باسم من دمر سوريا، ويطالبون بإسقاط مصر كما سقطت بلدهم، فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمراء، ولن نقبل أن يتحول وجودهم إلى عبء سياسي أو تهديد أمني، وعلينا أن نطالب الدولة بالتصدي لهم بكل حزم وحسم، دون النظر لاي اعتبارات أو تهاون.
وجود اللاجئين في أي بلد في العالم تحكمه قوانين وأعراف، لم نسمع يومًا عن جالية مقيمة دون تأشيرات أو رسوم إقامة وتعيش في حرية كاملة، ثم تخرج ضد رئيس الدولة التي استقبلتهم، وتصفه بالدكتاتور.
فهل يعقل ان تمنحهم مصر التعليم والعلاج وحرية الحركة وحق الانتفاع بكل شيء، دون أن يشعروا بالغربة، ومع ذلك يخرج البعض ليرد الجميل بالإساءة
طوال السنوات الماضية، كنا نغض الطرف عن بعض الأخطاء من بعض الأشقاء العرب، واعتبرناها حوادث فردية لا تمثل الجميع، لم نطالب الحكومة بفرض رسوم عليهم، بل طالبنا دائمًا بمعاملتهم كأشقاء لهم ما لنا وعليهم ما علينا. لكن الآن، لا مجال للمجاملات، فمن يدعمون رموز الفوضى والانقسام، مكانهم الطبيعي في بلادهم، ليقفوا بجانب من يناصرونه، فهو أولى بهم من مصر.
ومن يصف نفسه مناصرًا لـ"الجولاني" أو أمثاله، عليه أن يعود إلى سوريا ويعيش تحت قيادته. لا مكان له هنا بيننا، ولا حاجة لنا بمن يزرع الفتنة في وطننا. المؤامرات التي تحاك ضد مصر لا تأتي صدفة، وإنما عبر تنظيمات معروفة وخطط موضوعة ومعلنه، تنفذها جماعة الإخوان، التي لا تزال تسعى لتدمير الدولة من الداخل، عبر أدواتها وأذرعها المنتشرة بكثرة بين من يحملون صفة اللاجئين، ويحاولون التخفي وراء شعارات الأخوة،
هؤلاء لا يريدون فقط ضرب العلاقة بين الشعبين المصري والسوري، بل يسعون لضرب أي مشروع عربي موحد، فهم يعتبرون العروبة عدوًا لمشروعهم الخاص أو ما يسمى زورا بالمشروع الاسلامي ، وحقيقتهم أنهم طابور خامس جاهز للتحرك متى ما طلب منهم ذلك،
، وهاهو احد كلاب الارهاب ويدعى " سعد العولقي " وكنيته ابو الليث يخرج من ارض اليمن الشقيق ليهدد مصر والأردن، وهما الدولتان الرافضان الان لمشروع تهجير الشعب الفلسطيني، وقبله تظهر كتائب " الضيف " في سوريا لتطالب بنفس المطالب التى تنال من امن مصر واستقرار الاردن ، في وقاحة لا تستحق الرد بالكلمات، بل تحتاج الرد بكل ما اتوينا من قوة وبالقانون ووخلفه الدعم والتأييد الشعبي، وكلنا ثقة فى اجهزتنا الامنية بما تملك من امكانيات وكفاءات قادرة على تحديد العناصر المندثة بين الاشقاء واتخاذ ما يلزم تجاههم بكل الطرق.
مصر أولى بأهلها من هؤلاء الخونه، وأمنها فوق كل اعتبار، وإسقاط المؤامرة في بدايتها خير من أن نصحو يومًا لنكتشف أن الطابور الخامس الاخواني كان يختبئ بين من اعتبرناهم أشقاء حفظ الله مصر واهلها.