في 12 يونيو 2024، وهو اليوم الذي كان فيه جو بايدن لا يزال رئيسًا للولايات المتحدة، وكان يطمح لإعادة انتخابه، تقدم الجيش الأمريكي بطلب تصريح من أجل الاحتفال بذكرى تأسيسه الـ250 في العام التالي.
كان الحدث سيشمل حوالي 300 جندي وموظف مدني، ومعهم حفل موسيقي لفرقة الجيش الأمريكي، وإطلاق أربعة مدافع، بالإضافة إلى ترتيب حوالي 120 مقعدًا للحضور.
لكن هذا الحدث، الذي كان يُنتظر أن يكون عرضًا معتدلًا، تحول بشكل جذري مع انتخاب دونالد ترامب، حيث تغيّر تمامًا مسار التخطيط للأحداث.
عرض عسكري ضخم للاحتفال بذكرى الجيش
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ250 للجيش الأمريكي ستتحول إلى عرض عسكري ضخم في واشنطن، يتضمن 150 مركبة عسكرية، 50 طائرة، و6600 جندي، بالإضافة إلى عرض لمجموعة من الدبابات والمروحيات، حيث سيتم تحليق 50 طائرة هليكوبتر في السماء فوق المدينة.
ومن المتوقع أن يشارك في العرض عدد من الجنود المتنكرين في زي جنود من الحروب التاريخية، بالإضافة إلى العديد من العروض الموسيقية.
وقالت الصحيفة إن هذا الحدث، الذي سيُعتبر من أكبر الأحداث منذ تولي ترامب ولايته الثانية، جاء نتيجة توافق عدة مصالح: الرئيس الذي كان دائمًا يحب العروض الكبيرة والمذهلة، والجيش الذي أصبح مستعدًا الآن لإظهار قوته.
كما أشارت الصحيفة إلى أن ترامب الذي يعشق الحشود والعروض الضخمة، كان يتطلع إلى حدث يعكس القوة العسكرية الأمريكية.
عرض عسكري جاء بعد سنوات من الانتظار
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ترامب كان قد عبر عن رغبة شديدة في تنظيم عرض عسكري خلال فترة ولايته الأولى، وقد ألهمه ذلك بعد أن شاهد العرض العسكري لاحتفالات يوم الباستيل في باريس عام 2018، حيث سار الجنود الفرنسيون مع دباباتهم والمركبات العسكرية في شارع الشانزليزيه، مع الطائرات المقاتلة التي ترسم السماء بألوان علم فرنسا.
وقال ترامب بعد هذه الزيارة: "كان ذلك أحد أعظم العروض العسكرية التي شاهدتها على الإطلاق"، وأضاف: "علينا أن نفكر في كيفية التفوق على هذا العرض في بلادنا".
ورغم أن الفكرة في البداية كانت تواجه انتقادات لكونها باهظة التكلفة وغير ضرورية، فإن ترامب أصدر توجيهًا للجيش لتنظيم العرض، كما كان قد عبر عن رغبته في إظهار القوة العسكرية الأمريكية على الملأ بشكل أكثر وضوحًا.
وفقًا للصحيفة، بدأ الجيش الأمريكي بإعداد خطة للاحتفال بذكرى تأسيسه الـ250 في 2025.
وفي البداية، كانت خطط الجيش تقترح حدثًا متواضعًا في متحف الجيش الأمريكي في فورت بيلفوار، ولكن مع فوز ترامب بالانتخابات، تغيرت الخطط بشكل كبير.
وفي تقريرها، أوضحت الصحيفة أن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض تحمست جدًا لهذا الاقتراح، بل ووافقت على تنظيم عرض عسكري يليق بمكانة الولايات المتحدة، بما في ذلك عرض طائرات ومركبات عسكرية، إلى جانب عروض أخرى تشمل الهبوط بالمظلات من قِبل فريق "فرسان الجيش".
وأضافت الصحيفة أن ترامب طلب بشكل خاص إضافة طائرات ومعدات عسكرية كاملة للتأكيد على قوة الجيش الأمريكي.
التكلفة والانتقادات المحتملة
وأشارت الصحيفة إلى أن التكلفة الإجمالية للعرض قد تصل إلى حوالي 45 مليون دولار، وهو ما أثار بعض القلق في الجيش الأمريكي، حيث تم تخصيص تلك الأموال على حساب بعض البرامج الأخرى.
كما أن هناك مخاوف بشأن تأثير العرض على البنية التحتية في العاصمة واشنطن، خاصة مع توقعات بتعرض شوارعها لبعض الأضرار بسبب مرور الدبابات.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر حكومية أن هناك خطة لإغلاق المجال الجوي فوق مطار ريجان الوطني، وتوقف الرحلات الجوية في ساعات معينة أثناء العرض، إضافة إلى إغلاق بعض الطرق في العاصمة واشنطن.
تحضيرات واستعدادات أخيرة
وقالت الصحيفة إنه في الأيام الأخيرة، كانت التحضيرات تجري على قدم وساق، حيث كان يتم بناء منصة عرض بالقرب من البيت الأبيض، في حين كانت تواصل الفرق الهندسية تجهيز المواقع اللازمة على طول شارع الدستور، بين شارعي 15 و23 في العاصمة.
مشاركة شعبية وإعلانات للترويج
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة أن الجيش الأمريكي بدأ في الترويج للحدث عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، وحتى عبر التعاون مع فرق رياضية لزيادة الوعي بالحدث. كما أضافت الصحيفة أن إعلانات تجنيد جديدة ظهرت في محطات مترو واشنطن لدعوة الناس لحضور هذا الحدث الكبير في 14 يونيو.
خطاب ترامب
ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله في مقابلة تليفزيونية إنه "لن يكون الاحتفال لعيد ميلادي"، ولكن سيكون "عرضًا رائعًا" للاحتفال بالجيش الأمريكي. كما أضاف أنه سيتعين على الأمريكيين الاحتشاد لمشاهدة هذه الاحتفالات "التي تبرز أفضل ما في قوتنا العسكرية".
وأضاف ترامب: "لدينا أعظم الصواريخ والغواصات والدبابات في العالم، وسوف نحتفل بها في هذا العرض".