في بادرة تاريخية تحمل أبعادًا فنية وروحية عميقة، تم تقديم مخطوطة مضيئة أصلية إلى البابا لاوون الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية، باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك عن طريق الأنبا كيرلس.
تأتي هذه الهدية كرمز للتقارب بين الكنيستين، وتجسيدًا للوحدة المسيحية المنشودة.
إبداع فني برؤية روحية
المخطوطة المقدسة كُتبت وزُخرفت يدويًا بتقنيات تقليدية عالية الدقة، مستخدمة ورقًا قطنيًا فاخرًا، وذهبًا من عيار 24 قيراطًا، وحبر الجوز، وألوان الغواش. وقد تم تنفيذ العمل بروح من التبجيل والخشوع، ما يعكس الطابع المقدس لهذه المبادرة.
دمج بصري بين التقاليد القبطية والرومانية
استوحى الفنان تصميم المخطوطة من التقاليد البصرية القبطية والرومانية، في محاولة لخلق لغة فنية مشتركة تعبر عن الإرث الروحي الموحد، و”جمال الوحدة في التنوع”. ويأتي هذا الدمج ليؤكد التقارب الثقافي والروحي بين الكنيستين.
في صميم العمل: شعار الوحدة
تتوسط المخطوطة عبارة الشعار البابوي “In Illo Uno Unum”، والتي تعني: “في الواحد نحن واحد”، وهي عبارة تلخص الرؤية اللاهوتية التي تقود هذه المبادرة. وتشير إلى الرجاء في وحدة أعمق بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية.
مقتطف من أغسطينوس: جسر لاهوتي بين الكنائس
تم اختيار نص مؤثر من تفسير القديس أغسطينوس للمزمور 127 ليكون جزءًا من المخطوطة، احترامًا لجذور البابا اللاهوتية، وجاء فيه:
“أنتم إذًا كثيرون، وأنتم واحد؛ ونحن كثيرون، ونحن واحد. كيف نكون كثيرين ومع ذلك واحدًا؟ لأننا نلتصق بالذي نحن أعضاؤه.”
كُتب هذا المقطع باللغتين اللاتينية والإنجليزية، ليكون جسرًا بصريًا ولاهوتيًا بين الشرق والغرب.
رسالة محبة واحترام من الكنيسة القبطية
قال الفنان المكلّف بتنفيذ المخطوطة:
“إن نَيل ثقة تقديم هذه الهدية قد غمرني بتواضع عميق. ومن كل قلبي، أبعث بمحبة وصلوات وأحرّ التمنيات إلى صاحب القداسة البابا لاوون الرابع عشر. لعل هذه الهدية تكون رمزًا للأمل المشترك، والاحترام المتبادل، والتوق المقدس لوحدة الكنائس الرسولية.”
عمل فني بروح الوحدة المسيحية
تعكس هذه المخطوطة المضيئة التلاقي بين الفن والإيمان، وبين الشرق والغرب، وبين الماضي والحاضر. وهي ليست مجرد عمل فني، بل رسالة محبة، وسعي نحو الوحدة الكنسية، مبنية على الاحترام المتبادل والحوار المسكوني.
