قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخطط لزيارة جزيرة جرينلاند هذا الشهر في تحدٍ لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم الجزيرة للولايات المتحدة.
أضافت الصحيفة الأمريكية أن الزيارة ستتم في 15 يونيو، في طريق ماكرون إلى كندا لحضور اجتماع مجموعة السبع، حيث سيبحث مع قادة جرينلاند والدنمارك تعزيز السيادة الأوروبية.
وأشار التقرير إلى أن جرينلاند، وهى جزيرة شبه ذات حكم ذاتي وتابعة للدنمارك، أصبحت في الآونة الأخيرة محط أنظار جيوستراتيجية بسبب مطالبة ترامب المتكررة بضمها للولايات المتحدة.
كان ترامب قد صرح في مارس الماضي بأنه يعتقد أن هناك "احتمالًا جيدًا" لتحقيق ذلك دون استخدام القوة العسكرية، لكنه أضاف أنه لن يستبعد أي خيار.
وأوضحت الصحيفة، أن ماكرون، الذي يعتبر أن هناك فرصة لفرنسا وأوروبا لإثبات قوتها في مواجهة التحديات التي تطرحها إدارة ترامب، سيكون أول رئيس دولة أجنبي يزور جرينلاند منذ أن بدأ ترامب حملته لضم الجزيرة.
ولفت التقرير إلى أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس لجرينلاند في مارس الماضي تم تقليصها بشكل كبير، حيث اقتصرت على زيارة قاعدة عسكرية نائية بعد تهديدات باحتجاجات محلية.
استقلال أوروبي استراتيجي
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الزيارة الفرنسية لن تقتصر على القضايا الجيوسياسية، بل ستشمل أيضًا موضوعات مثل "التغير المناخي، والانتقال الطاقوي، وأمن إمدادات المعادن الحيوية".
وجرينلاند غنية بالمعادن النادرة التي تعتبر حيوية للصناعات التكنولوجية المتقدمة، ما يجعلها هدفًا للتنافس المتزايد، خصوصًا من قبل الصين، التي تهيمن على المعادن الحرجة عالميًا.
كما ذكر التقرير أن ماكرون عبر منذ فترة طويلة عن دعمه لـ"الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي"، وأصبح هذا الموقف أكثر تأكيدًا في ظل ما يراه من تصرفات إدارة ترامب التي تهين أوروبا.
ويعد ماكرون من أبرز المدافعين عن الاتحاد الأوروبي، بينما يرفض ترامب هذا الاتحاد ويعتبره قوة معادية للولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن زيارة ماكرون ستعزز شعبيته في فرنسا، حيث يرى الكثيرون في الزيارة تعبيرًا عن تحدي للضغوط الأمريكية.
وفي جرينلاند، أثار مطلب ترامب بضم الجزيرة غضب السكان المحليين، على الرغم من أن بعض الجرينلنديين أبدوا رغبتهم في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أظهر استطلاع للرأي حديث أن 85% من سكان جرينلاند لا يريدون الانضمام إلى الولايات المتحدة، بينما يدعو كثير منهم إلى الاستقلال عن الدنمارك في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة أنه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جرينلاند، فاز حزب ذو موقف بارد تجاه الولايات المتحدة، ما يعكس التوجه نحو تعزيز العلاقات مع الدنمارك كحصن ضد ضغوط الولايات المتحدة.