أشاد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، بما حققته مستشفيات الجامعة من إنجازات غير مسبوقة في مجال جراحات زراعة الأعضاء خلال عام 2024م، والتي تعكس تطوراً ملحوظاً في مستوى الخدمات الطبية والعلاجية، ودعماً واضحاً لجهود الدولة المصرية في هذا الملف الحيوي، بما يضمن التيسير على المرضى وتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة.
مستشفيات الجامعة
وأكد الدكتور المنشاوي أن مستشفيات جامعة أسيوط تواصل أداء دورها الريادي في إنقاذ حياة المرضى وتخفيف معاناة غير القادرين، من خلال إجراء الجراحات الدقيقة والحرجة بكفاءة عالية وفي توقيتات قياسية، مشيراً إلى أن هذه النجاحات جاءت في إطار خطة متكاملة للقضاء على قوائم الانتظار في مختلف التخصصات الطبية، تحت إشراف الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
تقرير طبي شامل
وفي هذا الإطار، استعرض تقرير طبي شامل أبرز الإنجازات التي تحققت في ملف زراعة الأعضاء خلال عام 2024م، والتي نفذها نخبة من الكوادر الطبية المتميزة، ووفق أعلى المعايير والبروتوكولات المعتمدة.
تجديد ترخيص
وجاء في مقدمة تلك الإنجازات، حصول مستشفى الراجحي الجامعي على تجديد ترخيص برنامج زراعة الكبد للمرة الخامسة من اللجنة العليا لزراعة الأعضاء بمجلس الوزراء، بعد نجاحه في إجراء 110 عملية زراعة كبد خلال 2024، بنسبة نجاح تخطت 85%، وهي نسب تماثل نظيراتها في كبرى المراكز الطبية العالمية، مما أعاد الأمل لمئات المرضى من صعيد مصر والدول العربية.
زراعة الكبد
وأشار التقرير إلى أن برنامج زراعة الكبد بالمستشفى بدأ منذ عام 2014، ويخدم مرضى الفشل الكبدي وأورام الكبد، مستنداً إلى تجهيزات طبية متقدمة، وفريق طبي عالي التدريب والمهارة، وهو ما جعله إحدى أبرز نقاط القوة في القطاع الطبي بجامعة أسيوط.
وفي إنجاز آخر، حققت وحدة زراعة الكُلى بمستشفى المسالك البولية والكُلى رقماً قياسياً خلال عام 2024، بوصولها إلى "الرقم البلاتيني" بإجراء 75 عملية زراعة كُلى ناجحة، بجهود فريق طبي متميز تم تأهيله بالتعاون مع جامعة مارتن لوثر الألمانية، لتصبح جامعة أسيوط من بين أبرز ثلاث جامعات مصرية تقوم بزراعة الكُلى بمعدلات نجاح واعدة ووفقاً للضوابط الصحية والقانونية المعتمدة.
كما سجلت وحدة القرنية وجراحات تصحيح الإبصار، بقسم طب وجراحة العيون، نجاحاً نوعياً خلال 2024، بإجراء 12 عملية زرع قرنية للمرضى المدرجين على قوائم الانتظار، ليرتفع إجمالي الحالات التي تم زرع قرنية لها منذ افتتاح الوحدة في عام 2019 إلى 60 حالة، تُجرى جميعها على نفقة الدولة للمرضى من محافظات صعيد مصر.
وأوضح التقرير أن الوحدة تسهم في علاج أمراض القرنية التي تُعد من أبرز أسباب العمى في مصر، وتقوم بإجراء عمليات ترقيع القرنية، وزرع غشاء العين، وتصحيح الإبصار بالليزر، والتعامل مع التهابات العين المزمنة.
وفي إنجاز فريد من نوعه، نجح الفريق الطبي بوحدة اليد والجراحات الميكروسكوبية في زراعة يدين لشاب يبلغ من العمر 36 عاماً، بعد تعرضه لحادث أدى إلى بتر كامل باليدين. وتمت عملية الزراعة المعقدة بإعادة توصيل الشرايين والأوردة والأوتار، مع الحفاظ الكامل على الوظائف الحركية. وتُعد الوحدة من أكبر أربع مراكز عالمية في هذا التخصص، والأولى على مستوى الشرق الأوسط، وتستقبل فرقاً طبية دولية سنوياً للتدريب على هذا النوع من الجراحات الدقيقة.
كما كشف التقرير عن نجاح طبي بقسم جراحة الأطفال، بعد إجراء عملية زرع مرئ لطفل يبلغ من العمر عام، وُلد بعيب خلقي شديد تسبب في انقطاع كامل بين الفم والمعدة. وبعد سلسلة من التدخلات الجراحية الدقيقة، نجح الفريق الطبي في زراعة المرئ باستخدام المعدة، ليتسنى للطفل الشرب والبلع للمرة الأولى منذ ولادته.
وأكد الدكتور أحمد المنشاوي، أن هذه الإنجازات تمثل مصدر فخر واعتزاز بقدرات مستشفيات جامعة أسيوط، ودليلاً قاطعاً على التزامها بتقديم خدمات صحية عالية الجودة، وتكريس جهودها للتخفيف عن المرضى، وتقليص قوائم الانتظار، وتعزيز مكانتها كمؤسسة طبية رائدة على المستويين المحلي والدولي.