أكد المنشد الشاب و"صولوست" دار الأوبرا المصرية، محمد نشأت، أن فن الإنشاد يتجاوز كونه مجرد أداء صوتي أو لحني، بل هو حالة إنسانية وروحانية متكاملة تُعاش بكل تفاصيلها، موضحا أن الإنشاد يحمل في جوهره رسالة وجدانية تتطلب من المنشد أن يغني من قلبه ليصل إلى قلوب الناس.
وقال نشأت في تصريحات لـ"الدستور": "الإنشاد مش بس لحن بيتقال.. الإنشاد حالة، حالة بتعيشها وبتنقلها للناس، ولو فقد حالته، فقد نفسه ومكانته، حتى لو اتظاهرت بالإتقان".
وأضاف، أن تطوير فن الإنشاد ضرورة حتمية لمواكبة العصر، لكن بشرط الحفاظ على أصالته، موضحًا أن التطوير لا يعني التخلي عن الروح، بل يمكن أن يشمل التوزيع الموسيقي، أو أسلوب التقديم، دون الإخلال بالرسالة الجوهرية للفن.
لازم نطوّره بحب ووعي
وتابع نشأت: "أي فن ما بيتطورش بيموت، لكن الإنشاد تحديدًا لازم نطوّره بحب ووعي.. نوصله بشكل جديد، لكن نحافظ على طعمه وأثره"، مؤكدًا أن رحلته مع الإنشاد بدأت منذ الطفولة وسط أجواء روحانية أسهمت في تكوين ذائقته، وتدرّج عبر سنوات من العمل الجاد والتعلّم ليصل إلى خشبة مسرح دار الأوبرا كصولوست، وهو ما اعتبره تتويجًا لحلمه الطويل.
واختتم حديثه برسالة للشباب المهتمين بهذا الفن قائلا: "الإنشاد مش مجرد موهبة، ده التزام وأخلاق ورسالة. اللي بيغني من قلبه هيوصل مهما كانت الصعوبات، واللي حافظ على روحه هيعيش في وجدان الناس مش بس بصوته، لكن بحضوره وتأثيره كمان".
يذكر أن الإنشاد الديني هو الفن الغنائي الذي يتناول موضوعات بدأ الإنشاد الديني في زمن النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي محمد قد مرّ بنسوةٍ كُن يمدحنه ويقلن: نحنُ نسوةٌ من بني النجار يا حبّذا محمّدٌ من جارِ، واستمر أمر الإنشاد والمدح النبوي إلى يومنا هذا، حيث نجد الكثير من أحباب الله ورسوله ينشدون ويمتدحون النبيّ، ويشتمل الإنشاد الديني على ذكر الله والتهليل والتسبيح.