محلل سياسي فلسطيني: "عيد تحت الإبادة" في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي

وصف المحلل السياسي الفلسطيني نعمان توفيق العابد المشهد بأنه "عيد تحت الإبادة"، مؤكدًا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل حربها الشاملة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، دون أدنى اعتبار للأعراف أو المواثيق الدولية. 

وأضاف العابد في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "هذا العدوان لا يتوقف حتى في ظل مناسبات دينية مقدسة، ولا يستجيب لنداءات وقف إطلاق النار الإنساني، بما في ذلك خلال عيد الأضحى".

سكان القطاع يواجهون واقعا كارثياً على مختلف المستويات 

وأشار العابد إلى أن سكان القطاع يواجهون واقعًا كارثيًا على مختلف المستويات، حيث تتصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف البنية التحتية، والمنازل، والمستشفيات، ومراكز الإيواء، في وقت يعاني فيه المواطنون من شحّ الغذاء والدواء، وانهيار شبه تام في القطاع الصحي.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد المحلل السياسي الفلسطيني أن الاحتلال يواصل تشديد الحصار، ويمنع دخول الإمدادات الأساسية، مشيرًا إلى أن ما يسمى بالمساعدات التي تُدخل تحت إشراف أمريكي ليست فقط غير كافية، بل يتم توزيعها بطريقة مهينة، تهدف لإذلال الإنسان الفلسطيني أكثر من تخفيف معاناته". 

وأردف: "العشرات استُشهدوا والمئات أُصيبوا أثناء محاولتهم الحصول على هذه المساعدات، وهناك تقارير موثقة عن إطلاق نار مباشر خلال التوزيع، وفرض قيود زمنية ومناطق عسكرية تحول دون وصول المحتاجين إليها".
ويحذر العابد من وجود نية مبيّتة خلف آلية توزيع المساعدات، تتمثل في محاولة الاحتلال تجميع سكان غزة في مناطق محددة جنوب القطاع، ما يفتح الباب أمام تنفيذ خطة تهجير تدريجي، سبق وأن أُثيرت في تقارير وتسريبات إعلامية. 
وقال: "ما يجري ليس فقط حصارًا وتجويعًا، بل خطة ممنهجة لتحطيم الإرادة الفلسطينية وتفريغ القطاع من سكانه".
وبينما يحتفل العالم بعيد الأضحى، تبقى غزة أسيرة الحرمان والموت، وسكانها يتوقون إلى بصيص فرح، بينما تُجهض الطائرات والمدافع كل أمل في أن يكون هذا العيد مختلفًا عن سابقاته في سنوات الحصار الطويل.

وفي وقت يفترض أن يعم فيه الفرح وتُضاء الشوارع بزينة العيد، تغرق غزة في صمت ثقيل يخترقه صدى تكبيرات خافتة تنبعث من نوافذ متشققة وأزقة مدمرة.