عيد الأضحى في غزة.. جوع وموت ودمار

الجمعة 06/يونيو/2025 - 08:23 م 6/6/2025 8:23:39 PM


يحل عيد الأضحى المبارك، على قطاع غزة تحت وطأة ظروف مأساوية وصعبة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في حالة من الفقر والعوز، بعيدًا عن أبسط مقومات الاحتفال بهذا العيد المقدس، فقد اعتادت غزة أن تكون مسرحًا لطقوس العيد المبهجة، إلا أن هذا العام يأتي لتشهد المدن والقرى ويلات الضغوط الإنسانية والمآسي المتفاقمة.
لطالما كانت تكبيرات العيد تعلو في المساجد، تدعو إلى الفرح والاحتفاء، لكن هذه الأصوات أصبحت الآن غير  موجودة، إذ تضررت العديد من المساجد أو دُمّرت بفعل القصف المستمر، لا موسيقى تُسمع في الأزقة، ولا ابتسامات على وجوه الأطفال، التي اعتادت أن تتلألأ بالبشرة الجديدة والأحذية اللامعة، بل تبدو اليوم مساحات شاسعة من الحزن والقلق.
بينما يحتفل الأطفال في مختلف أنحاء العالم بالعيد عبر ارتداء الملابس الجديدة وشراء الحلويات اللذيذة، يقضي أطفال غزة ساعات طويلة في طوابير للحصول على رغيف خبز أو كمية قليلة من المياه. فالمجاعة ليست مجرد حالة من الجوع، بل هي واقع يومي يعيشونه، حيث تُعد الموارد الغذائية شحيحة للغاية، ويعاني الكثيرون من انعدام الأمن الغذائي، مما يجعل الاحتفال بالعيد أشبه برفاهية لا يمكن حتى التفكير فيها.
الأطفال في غزة يعانون من فقدان الأحبة، حيث فقد العديد منهم ذويهم بفعل الحروب والصراعات، ويواجهون مرارة الافتقار إلى الأمان، كل ذكرى عيد تحمل في طياتها جراح فقدان غائرة، تذكرهم بالمآسي التي عاشوها وأثرت على حياتهم بشكل جذري، فالأطفال الذين كانوا يتطلعون لمشاهدة الأضاحي وتحضيرات العيد، أصبحوا الآن ضحايا لويلات الصراع، وتكتظ قلوبهم بالوجع والأسى.
إن العيد، الذي يُفترض أن يكون رمزًا للفحوى والتآخي والتضحية، يتجلى في غزة هذا العام بصورة قاتمة، جدران البنايات المهدمة تشهد على القصص المأساوية لعائلات فقدت كل شيء، وعيون الأطفال الحائرة تُظهر ملامح صعوبة العيش، وقدرتها على تحمل الألم، في وقت تشتعل فيه نيران الفرح في البلدان الأخرى، تتصاعد في غزة ألسنة البؤس التي تلتهم آمال الأطفال، لتغمرهم في دوامة من الأزمات.

منذ استئناف الحرب الإسرائيلية في مارس الماضي، يعيش غالبية سكان قطاع غزة في حالة من المعاناة الفظيعة، حيث يعانون من مجاعة قاسية نتيجة الإغلاق المستمر للمعابر، هذا الإغلاق الذي تقوده إسرائيل يهدد حياة سكان القطاع، مما يدفعهم إلى التنقل من منطقة إلى أخرى هربًا من الموت، في ظل تهديدات إسرائيل بتوسيع عدوانها البري وهدم ما تبقى من المنازل. هذه الظروف الشاقة تثير القلق والخوف في نفوس السكان، الذين فقدوا الأمل في حياة كريمة، لقد منع جيش الاحتلال الإسرائيلي جميع الإمدادات الغذائية من دخول غزة لأكثر من شهرين، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني إلى مستويات خطيرة، إذ يحتاج قطاع غزة يوميًا إلى 500 شاحنة  مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، بالإضافة إلى 50 شاحنة من الوقود كحد أدنى لإنقاذ حياة الناس في ظل تفاقم المجاعة.

تتجلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة في كل جانب من جوانب حياتهم اليومية، فلا ماء ولا غذاء ولا مأوى، وتستمر التحديات في مواجهة السكان، أن سكان قطاع أصبحوا مشتتين بلا مأوى، يواجهون تحديات البقاء على قيد الحياة، إذ تُعبّر الخيام المتناثرة على الرمال عن مأساة التهجير واللجوء، حيث يعيش النازحون في ظروف قاسية، بعيدًا عن منازلهم وأراضيهم، هؤلاء الذين عانوا من النزوح المستمر، تتجلى مظاهر التعب والإرهاق على أجسادهم، والتي لم تجد الراحة في جو من الخوف والترقب المستمر، فعلى الرغم من أن العيد هو وقت للفرح والاحتفال، إلا أن قصص الألم والمعاناة، هي التي تتصدر المشهد في غزة.
وتطرح هذه الأوضاع الكارثية، السؤال الآتي: متى يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ سكان غزة؟، إن المدنيين الذين طالت معاناتهم يستحقون الاهتمام والدعم، فسكوت وصمت المجتمع الدولي، يعد خيانة مكتملة الأركان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الكهرباء: دعم وتشجيع القطاع الخاص كشريك نجاح .. والاستراتيجية الوطنية للطاقة يجرى تنفيذها من خلال استثمارات خاصة محلية وأجنبية
التالى موعد اعتماد نتيجة الابتدائية والإعدادية الأزهرية 2025.. رابط مباشر للاستعلام