الجمعة 06/يونيو/2025 - 08:04 م 6/6/2025 8:04:14 PM
لا شك أن مشروع الإسكان الاجتماعى، الذى أطلقته الدولة، يعد من أبرز وأهم المشروعات القومية الكبرى لحل أزمة الإسكان، لكن كان لا بد أن يكون مع التخطيط لهذه المشروعات، توفير الخدمات مع السكن، حتى لا تتحول هذه الوحدات السكنية إلى بيوت خاوية ومساكن مهجورة.
ولعل الأهم من ذلك أيضًا هو كيف تحول مشروع الإسكان الاجتماعى إلى سبوبة يعمل بها السماسرة الذين يستغلون الدعم المقدم، ومن ثم يتم بيع الوحدات السكنية وتأجيرها، خاصة أن الدولة تقدمها للمواطنين محدودى الدخل أو ومتوسطى الدخل بأسعار مدعومة، وفقًا لسعر الوحدة مثيلتها لدى المطور الخاص، والأمر الغريب فى ذلك أنه كيف تحول المشروع القومى العظيم إلى مدخل من مداخل السبوبة والفساد وإهدار المال العام عبر ما يحدث مع شركات المقاولات التى تنفذ المشروع وتقوم بتسليم الوحدات ليس على أفضل حال.
هل تعلم عزيزى القارئ أن هناك نحو أكثر من ١٢ مليون وحدة سكنية فارغة مهجورة تم رصدها عبر الأقمار الصناعية، هذا الكم الكبير كاف لحل أزمة السكن فى مصر وخفض سعر العقارات وإحداث توازن فى سوق العقارات، والذى أصبح لا يستطيع أن يوقفه أحد.
سبوبة الإسكان الاجتماعى التى أصبحت منتشرة خطر كبير للغاية، فى نفس الوقت هناك تأخير كبير للغاية فى تسليم وحدات الإعلان الـ١٤ بمشروع الإسكان الاجتماعى، حيث تم تسليم نحو ٢٠ ألف وحدة سكنية، مثلًا فى مدينة حدائق العاصمة حتى هذا العام منذ عام ٢٠٢٠ ونحن حاليًا فى عام ٢٠٢٥، وحيث إن عدد المتقدمين يبلغ نحو ٣٠٠ ألف مواطن إذن هناك أزمة كبيرة، كما أنه ما هو مصير أموال المتقدمين منذ عام ٢٠٢٠، وكان سعر الدولار لم يصل إلى نحو ٥٠ جنيهًا مثلما هو عليه فى ٢٠٢٥ بخلاف ارتفاع حجم التضخم عن عام ٢٠٢٠ كيف تتعامل الحكومة الحالية التى يرأسها الدكتور مصطفى مدبولى مع هذا الأمر، وسؤال هام للمهندس شريف الشربينى والمهندسة مى عبدالحميد كيف يتم الإعلان عن مشروعات جديدة وهناك أزمة كبيرة فى تسليم الوحدات السكنية لأصحاب الإعلان الـ١٤، وكيف تحولت الحكومة من داعم للمستحقين الحقيقيين وهم فئة الشباب إلى مستثمر يطرح المشروعات بأسعار مرتفعة حاليًا دون مراعاة الفئة الأكبر، وهى محدودو الدخل، وكيف يتم حل أزمة الوحدات السكنية المهجورة التى يقوم أصحابها بالإقامة بالإيجار فى مناطق بها خدمات مميزة وترك مشروعات الإسكان الاجتماعى التى يتم إنشاؤها فى مناطق اللا عمران.
سيقول قائل إن هناك إيجابيات كبرى فى مشروعات الإسكان الاجتماعى، وأنا أتفق فى ذلك، ولكن لا بد بإحساس ورؤية صاحبة الجلالة أن نلقى الضوء على الشق الثانى من الأمر وهو الأزمات الموجودة، والتى حولت مشروعات الإسكان إلى سبوبة يتربح فيها السماسرة فى توقيت يعانى فيه المواطن محدود الدخل من ارتفاع أسعار العقارات فى مصر وارتفاع أسعار الإيجارات.