أكد الدكتور نبيل رشوان، خبير العلاقات الدولية، أن العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها أوكرانيا في العمق الروسي، والتي استهدفت مواقع استراتيجية كشبكة العنكبوت وجسر القرم، تمثل تحولًا نوعيًا في أسلوب الهجمات الأوكرانية، لكنها لا تشير بالضرورة إلى بداية مرحلة جديدة في الحرب.
وأشار عبر مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، إلى أن أوكرانيا دأبت على مهاجمة مطارات ومواقع عسكرية روسية منذ بداية الحرب، غير أن الهجوم الأخير تميّز بـ"قدر كبير من الخبث التكتيكي"، على حد وصفه، حيث تم استخدام حاويات خشبية لإخفاء الطائرات المسيرة، ليتم فتحها آليًا قرب أهدافها، ما صعّب على الدفاعات الجوية الروسية إسقاطها قبل تنفيذ مهامها.
ونوه بأن استهداف جسر كيرتش تم عبر ألغام بحرية زُرعت تحت الماء، وفق الرواية الأوكرانية، إلا أن روسيا لم تعد تعتمد بشكل رئيسي على هذا الجسر، نظرًا لوجود طريق بري بديل عبر الأراضي التي تسيطر عليها في زابوريجيا ودونيتسك.
وأردف أن الخسائر الروسية المترتبة على هذه العملية خصوصًا في الطائرات الاستراتيجية تُعد كبيرة، إلا أن الرد الروسي الفوري مستبعد، في ظل وجود معلومات أولية عن احتمال وجود تواطؤ داخلي، ما دفع موسكو إلى فتح تحقيقات موسعة قبل اتخاذ أي رد فعل ميداني.
وتابع رشوان أن العملية نُفذت قبل يوم واحد فقط من بدء الجولة الثانية من المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي انطلقت في 2 يونيو الجاري، وهو ما يعكس تمسك الجانب الروسي بالمسار السياسي رغم التصعيد العسكري.
وأكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على ضرورة استمرار المفاوضات، مشيرًا إلى أن الاجتماع الأخير بين الطرفين أحرز "تقدمًا نسبيًا"، رغم تمسك الجانب الأوكراني بمطالب هدنة طويلة تمتد لشهر أو أكثر، مقابل مقترح روسي بوقف مؤقت لإطلاق النار في جبهات محددة.
