بدأت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، اليوم الخميس، تسليم الأضاحي للمواطنين الذين سبق لهم الحجز من خلال قطاع الإنتاج، وذلك في اليوم الأخير لعملية التسليم التي تزامنت مع الإقبال المتزايد على شراء الأضاحي قبيل عيد الأضحى المبارك.
وحرصت جريدة "الدستور" على القيام بجولة ميدانية داخل مزرعة مشتهر التابعة لمركز البحوث الزراعية بمحافظة القليوبية، لرصد تفاصيل الاستعدادات النهائية التي اتخذتها الوزارة لتوفير الأضاحي بجودة عالية وأسعار مناسبة، والتأكد من جاهزية المزارع لتلبية احتياجات المواطنين.
مزرعة مشتهر: إشراف بيطري وغذائي صارم
داخل مزرعة مشتهر، كانت الأجواء تعكس حجم الجهد المبذول، حيث انتشر العاملون ما بين إجراءات التسليم وتنظيم عمليات دخول المواطنين واستلام أضحيتهم التي سبق حجزها، عكس مشهد التنظيم المحكم والنظافة داخل العنابر، إلى جانب الحالة الصحية الجيدة للمواشي مستوى العناية والرقابة المشددة التي تفرضها وزارة الزراعة على هذه المزارع.
الشوربجى: الأسعار مخفضة عن السوق وبأعلى كفائة
في هذا السياق، أوضح المهندس عصام الشوربجى، مدير عام المنطقة المركزية بقطاع الإنتاج، أن الاستعدادات لموسم الأضاحي بدأت مبكرا، مشيرا إلى أن عمليات التسمين والتربية لا تقتصر على موسم العيد فقط، بل تمتد على مدار العام.
وقال في تصريحاته لـ"الدستور": "نحن نعمل منذ شهور على إعداد الأضاحي وفق معايير بيطرية وغذائية دقيقة، بداية من اختيار السلالات، مرورا بعمليات التغذية السليمة، وحتى التحصينات والرعاية الصحية اليومية، مشيرا إلى أن الوزارة تطرح الأضاحي بأسعار تقل عن مثيلاتها في الأسواق الخارجية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30%، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتخفيف العبء عن كاهل المواطن وتوفير لحوم حية بأسعار عادلة".
وأضاف: "على سبيل المثال، بلغ سعر كيلو العجل البقري القائم 178 جنيها، بينما تراوح سعر كيلو الجاموسي ما بين 150 و155 جنيها حسب الوزن، أما الأغنام فسعر الكيلو 220 جنيها، والمعز بـ240 جنيها، وهي أسعار مناسبة مقارنة بما يُعرض في الأسواق الخاصة".
وفي سياق متصل، أشار الشوربجى، إلى أن هناك خطة لتطوير مزارع الإنتاج لم تقف عند موسم الأضحى، بل تمتد إلى تحديث البنية التحتية، وتطبيق منظومة التحول الرقمي، واستخدام نظم متابعة إلكترونية لحركة التربية والتغذية والتحصين.
وأوضح أن هناك نية للتوسع في عدد المزارع المشاركة في منظومة الأضاحي مستقبلا، لتغطية الطلب في مختلف محافظات الجمهورية، مع توفير منافذ ثابتة ومتنقلة لتوصيل الأضاحي إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.
يوسف: الأضاحي تربت داخل مزارع الوزارة وتحت إشراف بيطري
أكد السيد يوسف، المدير الإداري والمالي للمنطقة المركزية، أن وزارة الزراعة وفرت منظومة حجز ميسرة، بدأت من مقر إدارة الإنتاج الحيواني بالدور السادس بمبنى قطاع الإنتاج، حيث يتم الاطلاع على الأسعار والأنواع المتاحة، ثم سداد قيمة الأضحية واستلام إيصال رسمي بالحجز.
وأضاف: "تسليم الأضاحي يتم بشكل يومي وفق جدول منظم، وينتهي اليوم الخميس، وهو آخر أيام التسليم، لضمان حصول المواطن على أضحيته يوم وقفة عرفات في حالة سليمة وصحية."
ولفت يوسف إلى أن الوزارة خصصت عددا من العمال والبيطريين لمرافقة المواطنين خلال عملية التسليم، وتقديم المساعدة والإرشاد، مؤكدا أن جميع الأضاحي المتوفرة تم تربيتها داخل مزارع الوزارة وتحت إشراف مباشر من أطباء بيطريين.
وحول منظومة التغذية، أوضح يوسف أن الوزارة تنتج الأعلاف محليا من خلال مصانعها التابعة، مثل مصنع "شوشة"، وتقوم باستخدام أعلاف خضراء في الشتاء مثل البرسيم والدريس، والدرة السلاج في الصيف، بالإضافة إلى المكملات الغذائية.
وأكد أن هناك رقابة صارمة على مكونات الأعلاف، حيث يتم اختبارها بيطريا وخلوها من أي ملوثات أو مواد ضارة، مشيرًا إلى أن هذا النظام المتكامل ساهم في رفع كفاءة اللحوم وتحقيق معدلات نمو أعلى.
الدكتورة خلود: الأضاحي تخضع لإشراف بيطري متكامل طوال العام
أكدت الدكتورة خلود طاهر الطبيبة البيطرية المسؤولة عن الإشراف الصحي داخل مزرعة مشتهر، أن كافة الأضاحي خضعت لفحوصات دورية، وتم تحصينها ضد أبرز الأمراض التي تصيب المجترات، حيث نعمل على مدار العام وليس فقط في موسم العيد، وهناك جدول دوري للتحصينات، ومتابعة يومية لحالة كل رأس ماشية، كما نحرص على توفير الأعلاف المناسبة والمكملات الغذائية لضمان نمو سليم وإنتاج لحوم عالية الجودة.
وأضافت أن الفريق البيطري يحرص أيضا على متابعة ظروف الإيواء ونظافة الحظائر، مؤكدة أن بيئة التربية تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على سلامة الأضاحي وجودتها.
كما أسدت النصح للمواطنين بضرورة التعامل مع الجهات الرسمية المعتمدة، لضمان الحصول على أضاحس صحية وآمنة وخالية من الأمراض مشددة على أهمية الكشف الظاهري على الحيوان قبل الاستلام، والتأكد من حصوله على التطعيمات اللازمة، وتجنب التعامل مع باعة الأضاحي العشوائيين الذين يفتقدون للضمانات البيطرية.





