علق عبد الرحمن عبد الغني رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والمعدنية، على انسحاب الوفد النقابي العمالي من مؤتمر العمل الدولي بجنيف أثناء كلمة مندوب إسرائيل، قائلا: "كيف يعقل أن نجلس ونستمع لدولة تمارس إرهاب شعب بأكمله وتمارس العنصرية والإبادة الجماعية لشعب أعزل".
وأضاف في تصريحات لـ"الدستور": "نحن مع حقوق الشعب الفلسطيني، وندعمه للحصول على حقه المشروع في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف".
وكانت قد شهدت فعاليات الدورة الـ113 لمؤتمر العمل الدولي، المنعقدة حاليًا في مدينة جنيف السويسرية، موقفًا مشرفًا من الوفد النقابي المصري، الذي غادر قاعة المؤتمر بشكل جماعي ومنسق فور بدء مندوب دولة الاحتلال الإسرائيلي في إلقاء كلمته.
جاء هذا الانسحاب كتعبير واضح وصريح عن الرفض الكامل للسياسات العدوانية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ولا سيما ما يتعلق بانتهاكات حقوق العمال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفور مغادرتهم القاعة، توجه أعضاء الوفد المصري إلى قاعة مجاورة، حيث شاركوا في وقفة تضامنية نُظمت دعمًا للعمال والشعب الفلسطيني، تأكيدًا على التزامهم الثابت بالقضية الفلسطينية، ورفضهم لإعطاء أي شرعية للكيان المحتل أو لخطاب ممثليه داخل المحافل الدولية.
ويعكس هذا الموقف موقفًا وطنيًا ثابتًا يعبر عن وجدان الشعب المصري، ويأتي في سياق مواقف متكررة تدين ممارسات الاحتلال التي تتسم بالعنف المنهجي والانتهاك المستمر للقانون الدولي وحقوق الإنسان، خاصة تلك التي تطال العمال الفلسطينيين وتُقيّد حريتهم وحقهم في العمل الكريم.
ولم يكن الموقف المصري منفردًا، إذ شاركت وفود من عدة دول في هذه الخطوة الاحتجاجية، حيث انسحبوا أيضًا من القاعة بالتزامن مع كلمة مندوب الاحتلال، في رسالة جماعية واضحة ترفض سياسة الكيل بمكيالين وتدعو إلى موقف دولي أكثر عدالة تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات يومية.
ويواصل وفد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر مشاركته النشطة في جلسات المؤتمر، مؤكدًا دعمه المستمر للحقوق الفلسطينية داخل أروقة منظمة العمل الدولية.
ومن المنتظر أن يشارك الوفد في التصويت المرتقب اليوم، الخميس 5 يونيو، على منح فلسطين صفة "عضو مراقب" داخل المنظمة، وهي خطوة تُعد ذات دلالة رمزية وسياسية كبيرة في دعم حضور القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.