يكتسب الدعاء يوم عرفة قيمة كبيرة تضاهي ليلة القدر، لما يشهده يوم عرفة من تجلي إلهي عظيم، ومهيب ينتظره جموع المسلمون حول العالم لرفع أيدهم بالدعاء والتضرع إلي الله طمعًا في المغفرة والتوبة ونيل المطالب الدنيوية التي يطمحون لتحقيقها بفضل الدعاء.
بحسب التقويم الهجري يوافق يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة، لكنه ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو أعظم أيام السنة عند المسلمين، بما يحمله من روحانية، وفرص عظيمة لمغفرة الذنوب واستجابة الدعاء، ومع حلول هذا اليوم الفضيل، تتزايد تساؤلات المسلمين حول أفضل أوقات الدعاء فيه، وكيفية اغتنام لحظاته التي تتنزل فيها الرحمة الإلهية.
أفضل أوقات الدعاء يوم عرفة
يتفق العلماء على أن أفضل وقت للدعاء في يوم عرفة يبدأ من زوال الشمس، بمعني ابتعادها عن خط وسط السماء، أي بعد الظهر وحتى غروبها، وهو الوقت الذي يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات، ويكون فيه الدعاء أقرب للإجابة، أما غير الحجاج، فصيام هذا اليوم والدعاء فيه طوال النهار من أعظم القربات، ويستحب الإكثار من الدعاء من الظهر حتى غروب الشمس، مع التفرغ التام والابتعاد عن أي ملهيات.
ساعة الاستجابة وأفضل ما يقال
وحول الدعاء يوم عرفة، رجح كثير من أهل العلم أن من أقوى أوقات الاستجابة في يوم عرفة هي الساعة الأخيرة قبل المغرب، أي قبيل أذان المغرب مباشرة، لما فيها من خضوع النفس واقتراب ختام اليوم، وهي ساعة يرجى فيها تفريج الكربات وقبول الدعاء.
وخلال هذا الوقت، يستحب أن يتوجه المسلم إلى الله بقلب خاشع، ويكثر من الأدعية الجامعة كقول النبي صلي الله عليه وسلم:"خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
ماذا نفعل في وقت الاستجابة؟
في الساعة الأخيرة من النهار، يفضل أن ينفرد المسلم بنفسه، يطفئ كل الأجهزة، ويتوجه بكامل جوارحه إلى السماء، متضرعًا بين يدي الله، ويستحب أن يشمل الدعاء:
الاستغفار والتوبة الصادقة.
الدعاء للوالدين والأهل والأمة الإسلامية.
الدعاء بتحقيق الأمنيات وتفريج الهموم.
الإلحاح في الدعاء وعدم استعجال الإجابة.
كما ينصح بكتابة الأدعية مسبقًا في ورقة أو على الهاتف، ليتسنى للمسلم أن يدعو بها وهو حاضر القلب دون انشغال بصياغة الكلام.
