رانيا محمود ياسين عن سميحة أيوب: "المهنة فقدت ما تبقّى من هيبتها"

نعت الفنانة رانيا محمود ياسين، رحيل سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، التي وافتها المنية عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني والمسرحي.

وفي تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أعربت ياسين عن حزنها العميق لفقدان قامة فنية وثقافية بمكانة سميحة أيوب، مشيرة إلى أن رحيلها ليس مجرد غياب لفنانة كبيرة، بل "إشارة قاسية إلى تدهور قيمة الفن والمهنة في هذا العصر، الشغلانة جابت صرفها"، على حد تعبيرها.

وقالت: "الست سميحة كانت من آخر الرموز اللي لما كانوا بيشتغلوا، بتحس إنك بتشتغل بجد، وإن الفن ليه قيمة ورسالة. من بعدها، المهنة انتهت، وجابت ضرفها".

وأكدت ياسين أن أيوب لم تكن مجرد فنانة ذات تاريخ، بل كانت حارسة للمسرح، ومرجعية لجيل كامل من الفنانين الذين تربوا على يدها وتعلموا منها الانضباط والحب الحقيقي للفن.

وأضافت: "كان عندها هيبة، حضور، ووعي، وجودها في أي عمل كان كفيل يدي له قيمة ويحافظ على مستوى، وكانت دايمًا بتفتح بيتها للناس، تساعد وتسند وتوجه من غير تكبر أو استعلاء".

وختمت حديثها بكلمات مؤثرة: "برحيلها، بنودّع مش بس سيدة المسرح، لكن زمن كامل، زمن كانت فيه الكلمة ليها وزن، والممثل بيشتغل علشان يقدم حاجة تفضل، مش علشان ترند أو لقطة".

يُذكر أن الفنانة سميحة أيوب، كانت قد أثرت الحياة المسرحية والدرامية بمئات الأعمال، وتقلدت مناصب قيادية عديدة في المؤسسات الفنية، كما حصلت على أرفع الأوسمة والتكريمات من مصر والعالم العربي.

سميحة أيوب

ولدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وأحبت الفن منذ بدايتها، ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث درست على يد كبار المخرجين والأساتذة، ومنهم زكي طليمات.

كانت البداية الحقيقية لسميحة أيوب على خشبة المسرح، حيث وجدت نفسها في أدوار تميزت بالعمق والقوة، وقدمت أعمالًا شكلت جزءًا أساسيًا من تاريخ المسرح العربي، من أشهر مسرحياتها "سكة السلامة" وغيرها.