في مشهد إيماني خالد، ومع إشراقة شمس التاسع من ذي الحجة، يقف المسلمون في صعيد عرفات الطاهر في أعظم أيام الدنيا، يوم عرفة، ذلك اليوم الذي عظّم الله شأنه ورفع قدره على سائر الأيام، إذ اكتملت فيه رسالة الإسلام وتمّت فيه نعمته على عباده.
وتنقل قناة الناس بثا مباشرا لأداء حجاج بيت الله الحرام ركن الحج الأعظم.
ويُعد يوم عرفة ركن الحج الأعظم، حيث يقف الحجاج ملبّين خاشعين متضرعين إلى الله بالدعاء والمغفرة، يرجون عتقه من النار ومغفرته الواسعة. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة".
كما أن لهذا اليوم مكانة خالدة في القرآن الكريم، إذ نزل فيه قول الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" [المائدة: 3].
وتشهد مشاعر الحج في هذا اليوم استعدادًا استثنائيًا من السلطات السعودية التي سخّرت كامل طاقاتها البشرية والتقنية لتأمين سلامة الحجاج وراحتهم، حيث تنتشر الفرق الطبية، وقوات الأمن، والخدمات اللوجستية على امتداد جبل عرفات، لضمان انسيابية الحركة وتنظيم الحشود، وتمكين الحجاج من أداء شعائرهم في أجواء يسودها الطمأنينة والسكينة.
ويحرص المسلمون في أرجاء الأرض على اغتنام فضل هذا اليوم العظيم، صيامًا ودعاءً واستغفارًا، رجاءً في الأجر والمثوبة، متذكرين أن هذا اليوم ليس للحجاج وحدهم، بل هو يوم للأمة جمعاء، يستدعي التأمل في نعم الله، وتجديد العهد على الطاعة، وتعزيز روح التآخي والوحدة بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.