قدمت الإعلامية إنجي عهدي، عرضًا تفصليًا عن المعادن النادرة التي تلهب حرب التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، مؤكدةً أن الرسوم الجمركية المتبادلة لم تكن السلاح الوحيد المستخدم في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إذ تبرز المعادن النادرة كمحور أساسي للخلاف بين واشنطن وبكين.
وأضافت، أن تلك الموارد التي تدخل في صلب الصناعات الاستراتيجية بداية من الذكاء الاصطناعي وصولا إلى الدفاع والفضاء لتتحول إلى أدات ضغط فعالة في يد بكين، إذ تمتلك الصين نحو 50% من احتياطي العالم من المعادن النادرة وتنتج ما يزيد على 90% من إجمالي الإنتاج العالمي لتلك المعادن.
وأكدت، أن الصين تهيمن على معالجة هذه المعادن حيث تعالج نحو 90% من المعادن النادرة عالميا، بينما تعتمد الولايات المتحدة على الصين في تغطية نحو 70% من حاجاتها من هذه المواد الحيوية.
وأشارت «عهدي»، إلى أنه رغم الهدنة التجارية التي توصل إليها أكبر اقتصادين في العالم مؤخرًا في جنيف إلى أن تصريحات وتحركات الطرفين لا سيما في ملف المعادن النادرة تعكس واقعًا هشًا ينذر بانفجار قريب خاصة مع استحواذ بكين على سلاح المعادن النادرة كورقة ضغط تستخدمها لتدفع واشنطن إلى المسار الذي تريده فهي قادرة على فتح أو إغلاق الصادرات في أي وقت تريد.
وتابعت: "وفي الوقت الذي تبقي فيه الصين على قيودها المفروضة على المعادن الحيوية التي تعد أساسية للأمن القومي الأمريكي تعمل واشنطن على تصعيد القيود التكنولوجية وذلك من خلال إيقاف شحن قطع غيار مهمة لمحركات الطائرات النفاثة للصين وتقليص وصول بكين إلى برمجيات تصميم الرقائق الإلكترونية مما أثار غضب ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ تعهد مسؤولون صينيون بالرد واتهموا الولايات المتحدة بتقويد تفاهمات اتفاق جنيف".
وواصلت: "ولمواجهة القيود والإجراءات الصينية أقرت الولايات المتحدة حزمًا تنفيذيةً هائلةً خاصة في قطاعيْ الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية في محاولة لتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية بيد أن تلك الحزم لن تكون كافية على المدى القصير لتعويض الفجوة مع الصين إذ أن واشنطن ما زالت تبعد نحو عقد من الزمن عن تأمين هذه المعادن الحيوية بشكل مستقل عن بكين مما قد يتسبب بأضرار لقطعات صناعية رئيسية في أمريكا".
