تحل اليوم 4 يونيو، ذكرى ميلاد أحد أعظم رموز الفن المصري والعربي، الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، الذي رحل عن عالمنا في عام 2016، لكنه بقي في قلوب محبيه بإرث فني خالد، جعل منه "الساحر" ليس فقط في الشاشة، بل في تأثيره الإنساني والفني العميق.

ولد محمود عبدالعزيز عام 1946 في الإسكندرية، ليشق طريقه نحو النجومية عبر عشرات الأدوار التي جمع فيها بين خفة الظل، وعمق الأداء وقدرة نادرة على تقمص الشخصيات المعقدة ببساطة لا تخلو من السحر، ومع كل نجاح حققه، ظل متواضعا، وواعيا بقيمة الفن ومسؤوليته، وهو ما انعكس في وصيته المؤثرة لابنيه كريم ومحمد.

وصية أب فنان.. لا تورثوا اسمي بل ابنوا أنفسكم
في أحد لقاءاته قبل الرحيل تحدث "الساحر" بصراحة لافتة عن موقفه من دخول أبنائه إلى الوسط الفني، فقال: "الفن طريق صعب جدا، ونبهت على ولادي كريم ومحمد يبعدوا عن الواسطة.. النجاح لازم يبقى بتعبهم مش باسمي، أنا مبحبش أفرض عليهم حاجة، ومبقدملهمش حاجة."

وبالفعل، أثبتت التجربة أن كريم محمود عبدالعزيز اختار أن يبني اسمه من الصفر، متنقلاً بين أدوار الكوميديا والدراما والرعب، حتى صار من أبرز نجوم جيله، أما محمد عبد العزيز، فاختار أن يعمل خلف الكاميرا كمنتج، صانعًا لمسار مختلف يؤكد على الاستقلالية والتجربة الشخصية.

"من أحلى أيام السنة".. رسالة ابن في حضرة الغياب
في ذكرى ميلاد الساحر هذا العام، نشر ابنه محمد عبدالعزيز صورة لقبر والده عبر حسابه على "إنستجرام"، وعلق عليها بكلمات مؤثرة قال فيها: "4 يونيو.. من أحلى أيام السنة بالنسبالي، عيد ميلادك يا أبو حنف.. كل سنة وحضرتك طيب وبخير وفى أحسن حال وأحلى مكان يا أغلى أب وأحسن أخ وأوفى صديق يا سندى وضهرى وأمانى، وحشتنى".
وكشف في رسالته أنه قدم هدية خاصة لوالده الراحل، دون أن يوضح ماهيتها، مكتفيًا بالقول: "أتمنى هدية السنادى تكون عحبتك وإن شاء الله ربنا يقدرنى وأفرح حضرتك تانى قريب".

ظل الساحر.. وخلافات لم تغلق صفحاتها
وتأتي الذكرى هذا العام وسط أزمة متصاعدة بين أبناء محمود عبدالعزيز والإعلامية بوسي شلبي، التي كانت زوجته في أيامه الأخيرة، تبادل الطرفان البلاغات والاتهامات، حيث يتهمها الأبناء بادعاء صفة "أرملة" والدهم رغم عدم وجود زواج موثق رسميًا، فيما اتهمتهم هي بالتشهير بها، ولا تزال فصول الأزمة مستمرة.

ورغم هذه الخلافات، تظل ذكرى ميلاد محمود عبدالعزيز لحظة حب ووفاء لفنان تجاوزت أعماله حدود الزمن، من "رأفت الهجان" إلى "الكيت كات"، ومن شخصية "الشيخ حسني" الكفيف الذي أبهر الجمهور، إلى كل تفاصيل الأداء التي تركت بصمة لا تنسى.



